حتى نستطيع التنبؤ بمستقبل النزاع المسلح الروسي الاوكراني، والى اين ستؤول نهاياته، يجب ان نمحص حجم الخسائر التي تتكبدها الاطراف، وان ندرك المعادلة السياسية الضاغطة على الدول الاساسية في الصراع.اضافة اعلان
هذا ليس بالامر اليسير، فثمة كثير من التضليل الاعلامي والمعلوماتي المقصود، الذي بات جزءا اساسيا من الحرب الدائرة بهدف كسب الرأي العام باتجاه معين، لكن ما يزال لدينا من مصادر للمعلومات، من جهات ومراكز بحث مستقلة، تعطي بصورة حيادية موضوعية واقع الحال عن خسائر الاطراف في الحرب في اوكرانيا.
سياسيا، يصدق القول ان الديمقراطيات اقل صبرا من غيرها بتحمل نتائج الحروب وتداعياتها، والتوقعات ان حجم التضخم وازمتي الغذاء والطاقة سوف تؤثر بالانتخابات في الدول الديمقراطية، ولكن الصحيح ايضا، ان الديمقراطيات اكثر شراسة في حربها مع غير الديمقراطيات، وقادرة على شحن رأيها العام عندما تواجه دولا دكتاتورية، وعليه فالتوقعات ان التنافس الانتخابي سوف يشحن الاصوات باتجاه استعداء روسيا، وسوف تقوم الاحزاب المتنافسة بالتسابق بالافكار بكيفية مواجهة والقضاء على الاجتياح الروسي لاوكرانيا.
كما ان روسيا ليست في حالة آمنة سياسيا، فاستخدام الشعور القومي، وشحذ الهمم والطاقات خلفه بشعبوية، ليس امرا بلا تكلفة، وروسيا تشهد بالفعل حالة من التململ بين اوساط المتأثرين من الحرب، سواء نخب المال والاعمال، او بين صفوف الجيش.
هؤلاء بدأوا يتساءلون عن جدوى الحرب والاجتياح الروسي لاوكرانيا، وما اذا كانت التكلفة التي تتكبدها روسيا تستحق الاستمرار بهذه الحرب، والى اي مدى نجحت روسيا بوقف تمدد الناتو بالقرب منها حيث مزيد الدول التي تريد الانضمام للناتو على عكس ما ارادت روسيا.
غير واضح الى متى سيتحمل الروس تكلفة الحرب قبل البدء بمطالبة التغيير السياسي، ولكن يمكن رصد مزيد من التململ وصحوة باتجاه العقلانية السياسية بعيدا عن الشعبوية.
اما عسكريا، فقد تحولت اوكرانيا لحرب استنزاف لروسيا، وهي بالفعل كذلك، ويتكبد الجيش الروسي خسائر هائلة بالارواح والمعدات.
الطرف الاوكراني ايضا يتكبد خسائر كبيرة بالارواح، ولكن ما يميزه ان لديه مدد مستمر من عديد من الدول من اجل تكبيد الحملة العسكرية الروسية خسائر فادحة.
الترسانة العسكرية الروسية لن تستطيع مجاراة مدد الغرب العسكري لاوكرانيا، فبالنسبة للغرب الحرب باتت سببا وفرصة لاضعاف روسيا عسكريا والاجهاز على ترسانتها.
الحال كذلك بالنسبة للخسائر الاقتصادية، فبالرغم من ارتفاع الاسعار وازمة الغذاء، الا ان روسيا تتكبد اقتصاديا خسائر فادحة، وسوف ينكمش اقتصادها، وتفلس شركاتها او تضعف بشكل كبير، وهذا سيلحق اضرارا ليس فقط بالروس على المستوى المعيشي، وانما ايضا بالاقتصاد الكلي الروسي الذي ستتراجع قدرة تنافسيته ويضمحل تأثيره.
روسيا تتكبد بالمجمل خسائر اكثر بكثير من الاطراف الاخرى، لذلك فهي معنية ان تعيد تعريف اهدافها من غزو اوكرانيا، واذا ما اخذت تعهدا لحفظ ماء الوجه في ان تتراجع اوكرانيا عن طلب الانضمام للناتو، وهو ما حدث بالفعل، فعندها تكون معنية تماما بأن توقف هذه الحرب المدفوعة بعقلية الحرب الباردة وبالشعور القومي الشعبوي.
هذا ليس بالامر اليسير، فثمة كثير من التضليل الاعلامي والمعلوماتي المقصود، الذي بات جزءا اساسيا من الحرب الدائرة بهدف كسب الرأي العام باتجاه معين، لكن ما يزال لدينا من مصادر للمعلومات، من جهات ومراكز بحث مستقلة، تعطي بصورة حيادية موضوعية واقع الحال عن خسائر الاطراف في الحرب في اوكرانيا.
سياسيا، يصدق القول ان الديمقراطيات اقل صبرا من غيرها بتحمل نتائج الحروب وتداعياتها، والتوقعات ان حجم التضخم وازمتي الغذاء والطاقة سوف تؤثر بالانتخابات في الدول الديمقراطية، ولكن الصحيح ايضا، ان الديمقراطيات اكثر شراسة في حربها مع غير الديمقراطيات، وقادرة على شحن رأيها العام عندما تواجه دولا دكتاتورية، وعليه فالتوقعات ان التنافس الانتخابي سوف يشحن الاصوات باتجاه استعداء روسيا، وسوف تقوم الاحزاب المتنافسة بالتسابق بالافكار بكيفية مواجهة والقضاء على الاجتياح الروسي لاوكرانيا.
كما ان روسيا ليست في حالة آمنة سياسيا، فاستخدام الشعور القومي، وشحذ الهمم والطاقات خلفه بشعبوية، ليس امرا بلا تكلفة، وروسيا تشهد بالفعل حالة من التململ بين اوساط المتأثرين من الحرب، سواء نخب المال والاعمال، او بين صفوف الجيش.
هؤلاء بدأوا يتساءلون عن جدوى الحرب والاجتياح الروسي لاوكرانيا، وما اذا كانت التكلفة التي تتكبدها روسيا تستحق الاستمرار بهذه الحرب، والى اي مدى نجحت روسيا بوقف تمدد الناتو بالقرب منها حيث مزيد الدول التي تريد الانضمام للناتو على عكس ما ارادت روسيا.
غير واضح الى متى سيتحمل الروس تكلفة الحرب قبل البدء بمطالبة التغيير السياسي، ولكن يمكن رصد مزيد من التململ وصحوة باتجاه العقلانية السياسية بعيدا عن الشعبوية.
اما عسكريا، فقد تحولت اوكرانيا لحرب استنزاف لروسيا، وهي بالفعل كذلك، ويتكبد الجيش الروسي خسائر هائلة بالارواح والمعدات.
الطرف الاوكراني ايضا يتكبد خسائر كبيرة بالارواح، ولكن ما يميزه ان لديه مدد مستمر من عديد من الدول من اجل تكبيد الحملة العسكرية الروسية خسائر فادحة.
الترسانة العسكرية الروسية لن تستطيع مجاراة مدد الغرب العسكري لاوكرانيا، فبالنسبة للغرب الحرب باتت سببا وفرصة لاضعاف روسيا عسكريا والاجهاز على ترسانتها.
الحال كذلك بالنسبة للخسائر الاقتصادية، فبالرغم من ارتفاع الاسعار وازمة الغذاء، الا ان روسيا تتكبد اقتصاديا خسائر فادحة، وسوف ينكمش اقتصادها، وتفلس شركاتها او تضعف بشكل كبير، وهذا سيلحق اضرارا ليس فقط بالروس على المستوى المعيشي، وانما ايضا بالاقتصاد الكلي الروسي الذي ستتراجع قدرة تنافسيته ويضمحل تأثيره.
روسيا تتكبد بالمجمل خسائر اكثر بكثير من الاطراف الاخرى، لذلك فهي معنية ان تعيد تعريف اهدافها من غزو اوكرانيا، واذا ما اخذت تعهدا لحفظ ماء الوجه في ان تتراجع اوكرانيا عن طلب الانضمام للناتو، وهو ما حدث بالفعل، فعندها تكون معنية تماما بأن توقف هذه الحرب المدفوعة بعقلية الحرب الباردة وبالشعور القومي الشعبوي.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي