قبل الانتخابات كان يضرب مثل أمريكا في الذهاب للانتخابات رغم الانتشار الحاد للوباء. وبعد الانتخابات أصبح يضرب مثل امريكا في اتساع الاقبال على الانتخابات الى مستويات غير مسبوقة رغم كورونا بعكس الأردن الذي تراجعت فيه نسبة الاقتراع. نعم في الانتخابات الأمريكية ارتفع عدد المقترعين رغم الوباء بسبب طبيعة المنافسة غير المسبوقة بين خيارين ونهجين وبرنامجين يختلفان جذريا ويؤثران على مستقبل أمريكا وحياة الأمريكان كما يؤثران على العالم كله، العالم الذي وقف على اطراف اصابعه ينتظر النتائج. وهذه المنافسة التاريخية صنعت تعبئة الغت كل تأثير لكورونا على الانتخابات. وطبعا لا يمكن مقارنة انتخابات كهذه مع حالتنا المحلية وطبيعة المنافسة وقدرتها على تعبئة الجمهور العريض.اضافة اعلان
أعتقد ان الوباء ساهم بالفعل في خفض نسبة الناخبين عندنا وأنا شخصيا ولأول مرة منذ عام 89 اغيب لأني اصبت بكورونا قبل الانتخابات بيومين وسمعت من كثيرين قرارهم بعدم الذهاب لأن الأمر ببساطة ليس مهما ولا يستحق المخاطرة. وبالفعل اذا فكرنا من وجهة نظر الناخب العادي فإن المسؤولية و « الواجب الوطني « مجردا هكذا لن يكفي لتحريكه اذا لم يكن هناك مرشح يعنيه بقوة. ومن هو المرشح الذي يعني الناخب بقوة؟ إنه قريب أو صديق أو صاحب فضل – أو يد - يتوجب سداده وهؤلاء جميعا لا يزيدون عن 25% من الناخبين وأخيرا صاحب موقف سياسي يؤيده الناخبون بجد وهذا قطاع لا يمثل اكثر من 5% من الناخبين جلّهم من الاسلاميين. وهؤلاء هم نسبة ال 30% التي ذهبت للانتخابات وربما بدون كورونا كانت سترتفع الى 35% ولا ارى امكانية لتعبئة نسبة اكبر من ذلك. ويبدو اننا أمام نمط انتخابات يقلص كل مرة اكثر نسبة االاقبال ويبقيها ضمن الدائرة الأضيق المعنية بالمرشح شخصيا لسبب أو آخر. ثم وأخطر شيء أن الحافز « المالي» له حصة في المحافظة على النسبة آنفة الذكر. وكنت كتبت مقالا قبل 4 اشهر تحت عنوان «من ينافس من ومن اجل ماذا؟ تحدثت فيه عن هذا المأزق للانتخابات الاردنية. وكما حصل با
لفعل نحن امام نمط انتخابات يقلص دائرة الجمهور المهتم باضطراد. ربما علينا أن نذهب في جولة افق لتشخيص الموقف ونرى أولا هل نتفق على تشخيص المربع الذي نحن فيه؟ وهل هو مأزق؟ وهل نريد الخروج منه ؟
على كل حال هذه الانتخابات اعطت نتائج مثيرة ما زال يتوجب دراسة سياقاتها. ومن ابرز النتائج اختفاء معظم رموز المجالس السابقة ومجيء مئة نائب لأول مرة. وهذا يملؤنا بالفضول من جهة ويقلقنا من جهة أخرى. نحن لا نعرف ماذا بين ايدينا لكن ثمة تحد وفرصة. والفرصة هي ان لا يرث هذا المجلس الاساليب الفاسدة وان تجد تربية برلمانية حديثة طريقها الى هذا الصف الواسع من النواب الجدد وأن تنشأ ممارسات واعراف جديدة ونظيفة .. لكن من يقوم بذلك وكيف؟ هذا برسم النظر لمن يعنيه الأمر.
أعتقد ان الوباء ساهم بالفعل في خفض نسبة الناخبين عندنا وأنا شخصيا ولأول مرة منذ عام 89 اغيب لأني اصبت بكورونا قبل الانتخابات بيومين وسمعت من كثيرين قرارهم بعدم الذهاب لأن الأمر ببساطة ليس مهما ولا يستحق المخاطرة. وبالفعل اذا فكرنا من وجهة نظر الناخب العادي فإن المسؤولية و « الواجب الوطني « مجردا هكذا لن يكفي لتحريكه اذا لم يكن هناك مرشح يعنيه بقوة. ومن هو المرشح الذي يعني الناخب بقوة؟ إنه قريب أو صديق أو صاحب فضل – أو يد - يتوجب سداده وهؤلاء جميعا لا يزيدون عن 25% من الناخبين وأخيرا صاحب موقف سياسي يؤيده الناخبون بجد وهذا قطاع لا يمثل اكثر من 5% من الناخبين جلّهم من الاسلاميين. وهؤلاء هم نسبة ال 30% التي ذهبت للانتخابات وربما بدون كورونا كانت سترتفع الى 35% ولا ارى امكانية لتعبئة نسبة اكبر من ذلك. ويبدو اننا أمام نمط انتخابات يقلص كل مرة اكثر نسبة االاقبال ويبقيها ضمن الدائرة الأضيق المعنية بالمرشح شخصيا لسبب أو آخر. ثم وأخطر شيء أن الحافز « المالي» له حصة في المحافظة على النسبة آنفة الذكر. وكنت كتبت مقالا قبل 4 اشهر تحت عنوان «من ينافس من ومن اجل ماذا؟ تحدثت فيه عن هذا المأزق للانتخابات الاردنية. وكما حصل با
لفعل نحن امام نمط انتخابات يقلص دائرة الجمهور المهتم باضطراد. ربما علينا أن نذهب في جولة افق لتشخيص الموقف ونرى أولا هل نتفق على تشخيص المربع الذي نحن فيه؟ وهل هو مأزق؟ وهل نريد الخروج منه ؟
على كل حال هذه الانتخابات اعطت نتائج مثيرة ما زال يتوجب دراسة سياقاتها. ومن ابرز النتائج اختفاء معظم رموز المجالس السابقة ومجيء مئة نائب لأول مرة. وهذا يملؤنا بالفضول من جهة ويقلقنا من جهة أخرى. نحن لا نعرف ماذا بين ايدينا لكن ثمة تحد وفرصة. والفرصة هي ان لا يرث هذا المجلس الاساليب الفاسدة وان تجد تربية برلمانية حديثة طريقها الى هذا الصف الواسع من النواب الجدد وأن تنشأ ممارسات واعراف جديدة ونظيفة .. لكن من يقوم بذلك وكيف؟ هذا برسم النظر لمن يعنيه الأمر.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي