حين يصرخ «الفنان» في بلادنا تحت وطأة الاحساس بالتهميش والاقصاء وربما الجوع ايضا، ولا يجد أحدا يسمعه او يعتذر اليه عن هذا الإهمال، فمن واجبنا ان ننتبه الى عمق «الأزمة» التي يعاني منها مجتمعنا، وليس حكوماتنا فقط، فكم لدينا من «الأثرياء» الذين يمكن لهم - بجرة قلم - ان يدفعوا «الملايين» لإنقاذ الفن في بلادنا، لكنهم لا يفعلون، وكم لدينا من «مهرجانات» واحتفالات ومشروعات وهمية ينفق عليها الملايين، ، يمكن ان تستثمر او يخصص جزء من موازناتها لـ» إعادة الحياة» للفن الاردني النظيف والملتزم، بدلا من الانشغال بتسويق فنون رخيصة تقدم لنا في اسوأ صورة.اضافة اعلان
الذين قرروا في لحظة «غفلة» منا جميعا «اغتيال» الفن في بلادنا، وإشهار رصاصة «الرحمة» على الإبداع، وتخليص مزاجنا العام من «رطوبة» الذوق والثقافة، هم ذاتهم الذين يحاولون اليوم دفن مشروع الإصلاح وكتم اصوات المطالبين به.
هؤلاء الذين «اغلقوا» لواقطهم عن الاستماع لنداءات «الاستغاثة» التي اطلقها اخواننا الفنانون منذ سنوات طويلة، ليست لهم علاقة أساسا مع «الفن» ولا حتى مع الناس وهمومهم، لأنهم مشغولون بحسابات السلطة والمال والامتيازات، ولأن كل ما يفهمونه عن «الفن» والإبداع لا يتجاوز حضور حفلة «غنائية» من تلك التي ينثر البعض آلاف الدولارات تحت اقدام نجومها «الصاعدين»..!.
لنا أن نتصور عندئذ كيف يمكن لسياسات احتفت بالحجر أكثر من البشر ان تقيم وزنا «للفن» وان تحترم ذائقة الناس بعد ان حولتهم الى مجرد «افواه» واعداد، وان تضع «الجمال» في اعتباراتها، ولنا ان نتصور ايضا هذه العلاقة الطردية بين انحدار اهتمامنا بالفن والإبداع وبين التحولات التي طرأت على مجتمعنا، والقيم الجديدة التي نشأت وترعرعت في ظل مناخات سياسية غير مفهومة، حيث تراجعت قيم النظافة والذوق الرفيع وقيم الوطنية السامية لمصلحة قيم الشطارة والنهب والتزلف، وهذه القيم كلها ضد رسالة الفن والإبداع.. ونقيض الثقافة والوعي، ولو اعدنا الذاكرة فقط لحقبة الستينيات وحتى منتصف الثمانينيات لاكتشفنا عمق هذه التحولات الاجتماعية والثقافية التي ولّدت «فجوة» الانفصال بين الفن والإبداع كمشروع في خدمة الدولة وبين ما انتهى اليه كفائض عن الحاجة بعد ذلك.
ما حدث إذن «للفن» وكذلك للثقافة والإبداع، لم يكن صدفة، صحيح أن أهل «الفن» ابتلعوا حسرتهم طيلة السنوات الماضية ربما انتظارا للفرج، وصحيح انهم يتحملون جزءا من مسؤولية التقصير، لكن الصحيح ايضا ان هناك حكومات لم تلتفت اليهم، حتى وهم يشهرون الآن صرخاتهم على الملأ.
لقد افتقدنا الجمال في حياتنا حين غيبنا الفن، وافتقدنا الإحساس بالناس وقضاياهم ومعاناتهم حين اهملنا الإبداع وانحزنا لمنطق الشطارة والتجارة، ولو سألت اليوم عن هذا «التصحر» الذي اصاب ارواحنا وافقر السياسة في مجتمعاتنا وأذكى مخاوف الصراع والصدام داخلنا وعمم ثقافة «الاستئناس» بالواقع والرضا به لدى الناس لقلت على الفور: إن غياب الفن الرفيع واحد من الاسباب التي تقف وراء ما نعانيه من وحشة واحباط.
رجاء، دعونا نعتذر لإخواننا الفنانين، ونضمّ صوتنا لصوتهم، ونطالب بإنصافهم، فهم يمثلون «جزءا» من ضميرنا العام... هذا الذي صحا ويحتاج ان ننتصر له على الدوام.
الذين قرروا في لحظة «غفلة» منا جميعا «اغتيال» الفن في بلادنا، وإشهار رصاصة «الرحمة» على الإبداع، وتخليص مزاجنا العام من «رطوبة» الذوق والثقافة، هم ذاتهم الذين يحاولون اليوم دفن مشروع الإصلاح وكتم اصوات المطالبين به.
هؤلاء الذين «اغلقوا» لواقطهم عن الاستماع لنداءات «الاستغاثة» التي اطلقها اخواننا الفنانون منذ سنوات طويلة، ليست لهم علاقة أساسا مع «الفن» ولا حتى مع الناس وهمومهم، لأنهم مشغولون بحسابات السلطة والمال والامتيازات، ولأن كل ما يفهمونه عن «الفن» والإبداع لا يتجاوز حضور حفلة «غنائية» من تلك التي ينثر البعض آلاف الدولارات تحت اقدام نجومها «الصاعدين»..!.
لنا أن نتصور عندئذ كيف يمكن لسياسات احتفت بالحجر أكثر من البشر ان تقيم وزنا «للفن» وان تحترم ذائقة الناس بعد ان حولتهم الى مجرد «افواه» واعداد، وان تضع «الجمال» في اعتباراتها، ولنا ان نتصور ايضا هذه العلاقة الطردية بين انحدار اهتمامنا بالفن والإبداع وبين التحولات التي طرأت على مجتمعنا، والقيم الجديدة التي نشأت وترعرعت في ظل مناخات سياسية غير مفهومة، حيث تراجعت قيم النظافة والذوق الرفيع وقيم الوطنية السامية لمصلحة قيم الشطارة والنهب والتزلف، وهذه القيم كلها ضد رسالة الفن والإبداع.. ونقيض الثقافة والوعي، ولو اعدنا الذاكرة فقط لحقبة الستينيات وحتى منتصف الثمانينيات لاكتشفنا عمق هذه التحولات الاجتماعية والثقافية التي ولّدت «فجوة» الانفصال بين الفن والإبداع كمشروع في خدمة الدولة وبين ما انتهى اليه كفائض عن الحاجة بعد ذلك.
ما حدث إذن «للفن» وكذلك للثقافة والإبداع، لم يكن صدفة، صحيح أن أهل «الفن» ابتلعوا حسرتهم طيلة السنوات الماضية ربما انتظارا للفرج، وصحيح انهم يتحملون جزءا من مسؤولية التقصير، لكن الصحيح ايضا ان هناك حكومات لم تلتفت اليهم، حتى وهم يشهرون الآن صرخاتهم على الملأ.
لقد افتقدنا الجمال في حياتنا حين غيبنا الفن، وافتقدنا الإحساس بالناس وقضاياهم ومعاناتهم حين اهملنا الإبداع وانحزنا لمنطق الشطارة والتجارة، ولو سألت اليوم عن هذا «التصحر» الذي اصاب ارواحنا وافقر السياسة في مجتمعاتنا وأذكى مخاوف الصراع والصدام داخلنا وعمم ثقافة «الاستئناس» بالواقع والرضا به لدى الناس لقلت على الفور: إن غياب الفن الرفيع واحد من الاسباب التي تقف وراء ما نعانيه من وحشة واحباط.
رجاء، دعونا نعتذر لإخواننا الفنانين، ونضمّ صوتنا لصوتهم، ونطالب بإنصافهم، فهم يمثلون «جزءا» من ضميرنا العام... هذا الذي صحا ويحتاج ان ننتصر له على الدوام.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي