هي الرابعة من نوعها، سبقها تحالف ممتد دون اتفاقات تفاهم، بدأ منذ الخميسنيات، عقب تراجع الدور البريطاني والفرنسي بالمنطقة، لصالح النفوذ الاميركي المتعاظم منذ ذلك الحين.
المذكرة هي الاطول زمنيا والاكبر ماليا، حيث تمتد لسبع سنوات وفي ذلك حكمة تعطي استدامة واستمرارية، وهي الاكبر ماليا، رغم ان المال المتفق عليه امر قابل للجدال والنقاش، بين من يعتقد، حتى داخل اروقة صناعة القرار الاميركي، ان الأردن وتحالفه الاستراتيجي مع اميركا يستحق حزمة مساعدات اكبر بكثير، حيث دوره الاستراتيجي والمحوري والطليعي بعديد من الملفات الاقليمية، ما جعله الشريك الاكثر موثوقية من قبل المؤسسية الاميركية.
وآخرون يعتقدون بكفاية كم المساعدات، حيث انها تشكل فقط الجانب المعلن، فيما تأتي الأردن مساعدات اخرى على شكل ضمانات للقروض، تمكن الأردن من الاقتراض بأسعار فائدة قليلة، ما يعني وفرا بمئات الملايين على خزينة الدولة، ناهيك عن اتفاقية التجارة الحرة المهمة جدا للأردن والممكنة له اقتصاديا، والدعم السياسي والدبلوماسي المستمرين.
هذا التشابك وتبادلية المصالح يدلل على عمق وصدقية حقيقية للعلاقة الاستراتيجية بين الاردن واميركا، وادراك اميركي بأهمية الأردن السياسية والاستراتيجية، حيث بات صوت العقل والحكمة في الاقليم، وعنوانا رئيسيا مركزيا من عناوين الاستقرار الاقليمي والمصداقية السياسية.
الدول لا تحب او تكره، تحركها المصالح والمنافع، ولذلك فالدعم الأميركي مؤشر على اهمية ووزن الأردن في الملفات كافة، ولهذا فالأردن يتمركز في موقع ثاني اكبر مستقبل للمساعدات الاميركية على مستوى العالم
(per capita) بعد اسرائيل، وباستثناء بعض السنوات التي اتت فيها دول مثل العراق وافغانستان لتكون أعلى من الأردن على قائمة المساعدات الاميركية بسبب الحروب هناك. اميركا معنية تماما بالشراكة واستمرار تقديم الاسناد للأردن، والتركيز يبدو واضحا في المرحلة القادمة على الملف الاقتصادي، حيث يعتبر ملفا مؤرقا للأردن، وهو الاكثر إلحاحا، بعد ان تغلبنا على عديد من التحديات، التي اطاحت بدول وانظمة، وبقي الأردن قويا منيعا، بفضل ثالوثه الراسخ الواثق؛ قيادة حكيمة راشدة عاقلة لا تؤمن بالعنف ولا دماء سياسية سجلت بتاريخها تدرك ان النقد والتعبير مهم للأمن الوطني الأردني، واجهزة عسكرية محترفة منضبطة سجلت حضورا ومهابة مشهود لها من ارفع التقييمات، وشعب واع متعلم يعلي من الدولة وقيمها ويقدس وحدته الوطنية الأردنية الراسخة.
العلاقة بين الأردن واميركا ليست بلا تباينات، وهي خلافات بين الاصدقاء الناصحين لبعضهم، ربما اوضحها، رغبة الأردن بمزيد من الانخراط والاقدامية بملف القضية الفلسطينية، لإحقاق الدولة، لأن ذلك مصلحة استراتيجية أردنية عليا، فيما اميركا توافقنا بأهمية وأحقية ومنطقية حل الدولتين، لكنها تقول ان ذلك يجب ان يحدث ضمن اتفاق بين الاطراف وليس املاء من اميركا، ما يعنى فعليا السماح لإسرائيل بالإبطاء بحل الدولتين.
الأردن يدرك تماما اهمية اسرائيل لأميركا ودوائر القرار فيها، ويعلم ان دعم اميركا لإسرائيل راسخ عميق يتجاوز التحالفات مع اي دولة عربية، وهو ضمن هذا الادراك، يواصل عمله السياسي المستمر لكي يقنع اسرائيل واميركا، ان حل الدولتين هو الحل المنطقي، الذي يشكل اساسا لسلام مستدام، ينهي العنف، ويسمح للشعوب الالتفات للبناء والنماء والازدهار.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي