هو عنوان الكتاب الذي أصدرته الأسبوع الماضي السيدة نوزاد الساطي ارملة المرحوم الأمير زيد بن شاكر والذي تناول حياته وعمله مع جلالة المغفور له الملك الحسين وإنجازاته العسكرية والمدنية.اضافة اعلان
محطات كثيرة تستحق التوقف عندها لدى قراءة الكتاب، ولكن من أهمها دور الأمير زيد الذي قد لا يعرفه الكثيرون في تقديم النصيحة الصادقة لمليكه رغم صعوبتها احيانا، وكان الأمير زيد يفعل ذلك دوما من واقع إخلاصه لمليكه ووطنه، كما كان جلالة الحسين يستمع للنصيحة حتى وإن لم يتفق دائما معها معرفة بإخلاص أبو شاكر وولائه غير المستند الى منفعة وايمانا منه بضرورة الاستماع لمختلف الآراء. اصبح هذا النوع من الشخصيات العامة التي لا تتوانى عن البوح بآرائها مهما بدا ذلك قاسيا ندرة اليوم وللأسف.
لا يعرف العديد ايضا أن أبو شاكر كان اكثر ديمقراطية مما توحي به خلفيته العسكرية أو مناصبه السياسية، وكان يستمع هو الآخر لمختلف الآراء ويتعامل معها بانفتاح. نعم، كان أبو شاكر عسكريا، ولكنه كان ايضا، وكما تذكر زوجته في الكتاب، “مدنيا ليبراليا منفتحا”.
أدين شخصيا بالكثير لسمو الأمير زيد بن شاكر، وهو الذي أدخلني الحياة السياسية في الأردن بعد ان جاء رئيسا للوزراء في العام 1989. طلب مني بعد مجيئه بقليل أن أحضر لمكتبه، وكنت موظفا في وزارة التخطيط أعمل في مجال الكمبيوتر، وكاتب عمود في صحيفة الجوردان تايمز موقوفا عن الكتابة فيها من الحكومة السابقة بسبب آرائي. وكانت مفاجأتي كبيرة حين طلب مني أن أكون مستشاره الإعلامي دون سابق معرفة سياسية. وعندما أوضحت له أنني موقوف عن الكتابة، وأن خلفيتي الأكاديمية ليست في مجال الإعلام، قال إنه لا يأبه لذلك وهو معجب بما أكتب.
وبالرغم من حداثة سني وتجربتي، كان يصغي لآرائي في مجال الإعلام بكل انتباه. كتبت له مرة أقترح إلغاء وزارة الإعلام، فاتصل بي هاتفيا في بيتي وأنا أتوقع أن يوبخني على هذه الآراء. عوضا عن ذلك، قال لي إنه لا يختلف معي في المبدأ، “بس بكير شوية يا مروان”. ثم شاءت الأقدار أن أكتب قانون إلغاء الوزارة لدى تولي حقيبة الإعلام بعد سبع سنوات.
ثم اقترحت عليه أن يتم ترتيب لقاء صحفي أسبوعي للصحافة المحلية والأجنبية، وان يتم التخلي عن أسلوب تلقين الصحفيين فيما يكتبون، فوافقني مباشرة، وبدأنا هذه العادة لشرح موقف الحكومة دون تلقين رغم معارضة وزير الإعلام في حينه.
عهد جلالة الملك الحسين إلى أبو شاكر الإشراف على انتخابات نيابية عامة، وللمرة الأولى منذ ثلاثين عاما. كان الأمير زيد حريصا على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة خالية من أي تدخلات للدولة. ولذا كان مترددا عندما عرضت عليه ان نجري استطلاعات رأي، وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، لمعرفة النتائج. لكنه وافق على رأيي في النهاية طالما لن تتدخل الدولة في تغيير النتائج، و رغم عدم إيمان وزير الداخلية بدقة الاستطلاعات وعدم الاكتراث بنتائجها.
وشاءت الأقدار أن اخترت وبالصدفة خبيرا في مثل هذه الاستطلاعات أصبح اسما شائعا فيما بعد هو السيد طوني صباغ، وتمكنا من تقدير نتائج الانتخابات في عمان واربد والزرقاء بدقة متناهية وبالأسماء. فكانت الاستطلاعات اكثر دقة من تقديرات اجهزة الدولة، وأصبحت استطلاعات الرأي السياسية منذ ذلك الوقت جزءا من الحياة السياسية الاردنية.
كان حكيما ووقورا لا ينتبه لصغائر الأمور، مخلصا لجلالة الملك، شجاعا في تقديم النصيحة في مختلف الظروف. حمل السلاح دفاعا عن الأردن، وآمن بالانفتاح ضمانة لمستقبله.
محطات كثيرة تستحق التوقف عندها لدى قراءة الكتاب، ولكن من أهمها دور الأمير زيد الذي قد لا يعرفه الكثيرون في تقديم النصيحة الصادقة لمليكه رغم صعوبتها احيانا، وكان الأمير زيد يفعل ذلك دوما من واقع إخلاصه لمليكه ووطنه، كما كان جلالة الحسين يستمع للنصيحة حتى وإن لم يتفق دائما معها معرفة بإخلاص أبو شاكر وولائه غير المستند الى منفعة وايمانا منه بضرورة الاستماع لمختلف الآراء. اصبح هذا النوع من الشخصيات العامة التي لا تتوانى عن البوح بآرائها مهما بدا ذلك قاسيا ندرة اليوم وللأسف.
لا يعرف العديد ايضا أن أبو شاكر كان اكثر ديمقراطية مما توحي به خلفيته العسكرية أو مناصبه السياسية، وكان يستمع هو الآخر لمختلف الآراء ويتعامل معها بانفتاح. نعم، كان أبو شاكر عسكريا، ولكنه كان ايضا، وكما تذكر زوجته في الكتاب، “مدنيا ليبراليا منفتحا”.
أدين شخصيا بالكثير لسمو الأمير زيد بن شاكر، وهو الذي أدخلني الحياة السياسية في الأردن بعد ان جاء رئيسا للوزراء في العام 1989. طلب مني بعد مجيئه بقليل أن أحضر لمكتبه، وكنت موظفا في وزارة التخطيط أعمل في مجال الكمبيوتر، وكاتب عمود في صحيفة الجوردان تايمز موقوفا عن الكتابة فيها من الحكومة السابقة بسبب آرائي. وكانت مفاجأتي كبيرة حين طلب مني أن أكون مستشاره الإعلامي دون سابق معرفة سياسية. وعندما أوضحت له أنني موقوف عن الكتابة، وأن خلفيتي الأكاديمية ليست في مجال الإعلام، قال إنه لا يأبه لذلك وهو معجب بما أكتب.
وبالرغم من حداثة سني وتجربتي، كان يصغي لآرائي في مجال الإعلام بكل انتباه. كتبت له مرة أقترح إلغاء وزارة الإعلام، فاتصل بي هاتفيا في بيتي وأنا أتوقع أن يوبخني على هذه الآراء. عوضا عن ذلك، قال لي إنه لا يختلف معي في المبدأ، “بس بكير شوية يا مروان”. ثم شاءت الأقدار أن أكتب قانون إلغاء الوزارة لدى تولي حقيبة الإعلام بعد سبع سنوات.
ثم اقترحت عليه أن يتم ترتيب لقاء صحفي أسبوعي للصحافة المحلية والأجنبية، وان يتم التخلي عن أسلوب تلقين الصحفيين فيما يكتبون، فوافقني مباشرة، وبدأنا هذه العادة لشرح موقف الحكومة دون تلقين رغم معارضة وزير الإعلام في حينه.
عهد جلالة الملك الحسين إلى أبو شاكر الإشراف على انتخابات نيابية عامة، وللمرة الأولى منذ ثلاثين عاما. كان الأمير زيد حريصا على أن تكون الانتخابات حرة ونزيهة خالية من أي تدخلات للدولة. ولذا كان مترددا عندما عرضت عليه ان نجري استطلاعات رأي، وللمرة الأولى في تاريخ البلاد، لمعرفة النتائج. لكنه وافق على رأيي في النهاية طالما لن تتدخل الدولة في تغيير النتائج، و رغم عدم إيمان وزير الداخلية بدقة الاستطلاعات وعدم الاكتراث بنتائجها.
وشاءت الأقدار أن اخترت وبالصدفة خبيرا في مثل هذه الاستطلاعات أصبح اسما شائعا فيما بعد هو السيد طوني صباغ، وتمكنا من تقدير نتائج الانتخابات في عمان واربد والزرقاء بدقة متناهية وبالأسماء. فكانت الاستطلاعات اكثر دقة من تقديرات اجهزة الدولة، وأصبحت استطلاعات الرأي السياسية منذ ذلك الوقت جزءا من الحياة السياسية الاردنية.
كان حكيما ووقورا لا ينتبه لصغائر الأمور، مخلصا لجلالة الملك، شجاعا في تقديم النصيحة في مختلف الظروف. حمل السلاح دفاعا عن الأردن، وآمن بالانفتاح ضمانة لمستقبله.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي