الرجل الخمسيني الذي شاركنا عملية انتقاء حباتها من بسطة رأس الحسبة قال
ضاحكاً إن أولاده الأشرار لا يحبون البندورة، إلا وأسعارها في العلالي. وأنها تصبح
فاكهتهم المفضلة يأكلونها (فغماً) وقضماً كالتفاح. فيما اقترحت علينا سيدة أن نعود
إلى (تشريح البندورة) أيام رخصها وتخزينها، لمواجهة فلتان أسعارها المجنون هذه
الأيام.اضافة اعلان
قد نتباين في تسميتها: طماطم، أو حماطة، أو قوطة، أو بندورة، ويتغزل فيها المحبون، ويدلعونها بفاكهة الثعلب، أو تفاحة الحب، أو الفاكهة الذهبية، وسنتفق أن لا مذاق يعلو مذاقها، ولا رونق يشمخ على رونقها، سيما وقت طيران أسعارها. فلا غرو إن أكلها أولادك كالتفاح يا أخ العرب.
في زمن ما قبل البيوت البلاستيكية، وتقنيات الزراعة الحديثة، لم تكن تتوافر الخضار على مدار العام، ولهذا كان الأردنيون يعمدون إلى تشريح البندورة وتسطيحها، وتجفيفها في الشمس على أسطح البيوت، وحفظها لغير موسمها. ولهذا جاء اقتراح السيدة الفاضلة التي شاركتنا بسطة البندورة، كي نعود إلى تاريخ التدبير، لمواجهة سعرها المتأرجح بين بضعة قروش ودينار ونصف.
قبل سنتين أقترحت أن نقيم مهرجاناً ضاحكاً عبثياً لبندورة غور الصافي. ولا بد أنكم تذكرون مشهد المزارعين وهم يدلقون بندورتهم في طول الشارع وعرضه احتجاجاً على تدني سعر سيدتهم الحمراء. اقترحت مهرجانا نتجمع إليه من سائر المدن لنشعل معاركنا ونتراشق بحباتنا حتى يتدفق نهر (الكاتشب)، علنا نلفت الإنتباه لمشكلة مستشرية ومتغلغلة فينا لم نوجد لها حلا حتى الساعة.
ارتفاع سعر البندورة لا يرتكز إلى أسباب مقنعة برأيي. إلا إذا كانت الحرب الروسية على أوكرانيا هي السر الخفي، كما حدث مع كثير من السلع. ولربما أن السبب يكمن في جشع التجار وحملة التصدير التي تشن على سلعة استراتيجية للعائلة (بعض ربات البيوت يطلقن عليها روح المائدة)، أو بسبب سيادة نظام تسويقي ظالم، لا يخدم إلا التجار الكبار، ويلبي طموحاته اللامحدودة.
فالسياسة التي أوصلتنا إلى حدّ أن يدلق الناس تعبهم وعرقهم على الأرض في أشهر الخريف هي التي رفعت سعرها الآن. فكيف سيحتج المستهلكون على هذا الرفع، وهل من مهرجان مضاد يلفت الانتباه إليهم؟!.
المصريون يطلقون لقب (المجنونة) على البندورة، ليس للونها الأحمر الجاذب لموجات الجنون وأطيافه، كما سيعتقد البعض، بل مجنونة، وبنت مجنونة، لأن لا أحد يستطيع أن يتكهن متى ترتفع أسعارها، ومتى تلين. فمن يضع حداً لهذه المهزلة، ومن (يُعقلن) مجنونتا؟!.
قد نتباين في تسميتها: طماطم، أو حماطة، أو قوطة، أو بندورة، ويتغزل فيها المحبون، ويدلعونها بفاكهة الثعلب، أو تفاحة الحب، أو الفاكهة الذهبية، وسنتفق أن لا مذاق يعلو مذاقها، ولا رونق يشمخ على رونقها، سيما وقت طيران أسعارها. فلا غرو إن أكلها أولادك كالتفاح يا أخ العرب.
في زمن ما قبل البيوت البلاستيكية، وتقنيات الزراعة الحديثة، لم تكن تتوافر الخضار على مدار العام، ولهذا كان الأردنيون يعمدون إلى تشريح البندورة وتسطيحها، وتجفيفها في الشمس على أسطح البيوت، وحفظها لغير موسمها. ولهذا جاء اقتراح السيدة الفاضلة التي شاركتنا بسطة البندورة، كي نعود إلى تاريخ التدبير، لمواجهة سعرها المتأرجح بين بضعة قروش ودينار ونصف.
قبل سنتين أقترحت أن نقيم مهرجاناً ضاحكاً عبثياً لبندورة غور الصافي. ولا بد أنكم تذكرون مشهد المزارعين وهم يدلقون بندورتهم في طول الشارع وعرضه احتجاجاً على تدني سعر سيدتهم الحمراء. اقترحت مهرجانا نتجمع إليه من سائر المدن لنشعل معاركنا ونتراشق بحباتنا حتى يتدفق نهر (الكاتشب)، علنا نلفت الإنتباه لمشكلة مستشرية ومتغلغلة فينا لم نوجد لها حلا حتى الساعة.
ارتفاع سعر البندورة لا يرتكز إلى أسباب مقنعة برأيي. إلا إذا كانت الحرب الروسية على أوكرانيا هي السر الخفي، كما حدث مع كثير من السلع. ولربما أن السبب يكمن في جشع التجار وحملة التصدير التي تشن على سلعة استراتيجية للعائلة (بعض ربات البيوت يطلقن عليها روح المائدة)، أو بسبب سيادة نظام تسويقي ظالم، لا يخدم إلا التجار الكبار، ويلبي طموحاته اللامحدودة.
فالسياسة التي أوصلتنا إلى حدّ أن يدلق الناس تعبهم وعرقهم على الأرض في أشهر الخريف هي التي رفعت سعرها الآن. فكيف سيحتج المستهلكون على هذا الرفع، وهل من مهرجان مضاد يلفت الانتباه إليهم؟!.
المصريون يطلقون لقب (المجنونة) على البندورة، ليس للونها الأحمر الجاذب لموجات الجنون وأطيافه، كما سيعتقد البعض، بل مجنونة، وبنت مجنونة، لأن لا أحد يستطيع أن يتكهن متى ترتفع أسعارها، ومتى تلين. فمن يضع حداً لهذه المهزلة، ومن (يُعقلن) مجنونتا؟!.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي