خذ، لك ..استطلاعان في اقل من أسبوعين، أحدهما ينزع من الحكومة، ومعها معظم مؤسساتنا العامة، ثقة معظم الأردنيين بها، والآخر يصك ثقة باسم أغلبية النواب، ممثلي الشعب، تجاه الحكومة. سواء أكانت الأرقام صحيحة أم لا، فإن الرسالة واضحة، وهي العبث في مزاج الأردنيين، والتشكيك بمؤسساتنا، و إبقائنا في دائرة السواد العام .اضافة اعلان
إن لم تكن هذه هي الرسالة، فكيف يمكن أن نفهم معادلة لا ثقة من الأردنيين، مقابل ثقة كبيرة ممن يمثلونهم، وحتى لو كان ذلك صحيحا في إطار تحولات السواد العام الذي استغرقنا فيه جميعا، فلمصلحة من ننهش الحكومة من جهة، ثم ننهش مجلس النواب من جهة أخرى، وبعد ذلك نجمع الطرفين، الحكومة والنواب، في كفة واحدة ضد المجتمع الذي افرزهم، وكأننا في جولة استعداء، يضرب بها كل طرف الآخر، والخاسر نحن جميعا، الدولة والمجتمع معا .
هل يحتاج النواب لمن يستفتيهم عن الحكومة، فالأطر الدستورية تضمن ما يلزم من قنوات لضبط العلاقة بين السلطتين، وتمكين النواب من مساءلتها أو محاسبتها، ثم ما الذي تغير على امتداد السنوات الماضية على صعيد استطلاعات الرأي في مواسم تقييم الحكومات ؟ مع ذلك ما زلنا نمارس «الخفة» السياسية ذاتها، دون أن نسأل أنفسنا عما يجب أن نفعله (لا ما نقوله فقط ) لإصلاح أحوالنا، وإعادة عقارب ساعتنا الوطنية لدورتها الطبيعية، حيث الزمن الأردني المزدحم بالاعتزاز والإنجاز .
مجرد لحظة صدق أمام النقاشات التي أعقبت الاستطلاعين، وحركات اللاعبين السياسيين على مسرح اللامعقول بحثا عن انتصارات وهمية، ستكشف لنا جميعا أننا مازلنا «نعلك» ذات المقولات والأرقام والذرائع، ومازلنا نجلد أنفسنا و مؤسستنا، ونلعن بعضنا بعضا، ثم نتفرج على مجتمع اصبح مقسوما يلهث خلف المجهول . يا سادة نحن جميعا، الحكومة والنواب والمؤسسات والنخب، شركاء فيما وصلنا إليه، لا يمكن لأي طرف وحده أن يغير المشهد القائم، ولا يمكن لمثل هذا الاستقطاب والاستقواء أن يدفعنا إلا لمزيد من الخسارات .
لابد أن نتحرك في دائرة الإنصاف والمعاذرة وتقدير الإمكانيات، لرؤية الصورة من كافة زواياها، لأن استطلاعات المكاسرة والشيطنة والمجاملة لن تسعفنا أبدا باستدعاء ما يلزم واقعنا من حلول عاجلة او عميقة، كما أن الاتهامات المتبادلة ستوسع شقة خلافاتنا ، لدينا أخطاء كثيرة، ولدينا تحديات، ولدينا امكانيات، فلنجرب -ولو لمرة واحدة - أن نخرج من حلبة الصراع على جراحاتنا إلى دائرة البحث عن المشتركات، وما أكثرها، فلن يبقى لدينا ما نختلف عليه إذا حولنا بلدنا إلى «كومة خراب» لا قدر الله .
بقي لدي كلمة أخيرة، معظم ما يطفوا على سطحنا السياسي من نقاشات واستطلاعات، و تبادل اتهامات، وتكسير مجاديف الناس والمؤسسات، يدور في فلك نخب لا يتجاوز عددها الفا او ألفين، أو ربما خمسة، تعبث بمشاعر الملايين، وتحدد خيراتهم، وتحقن شرايينهم بالحقد والكراهية، تارة باسم الهجوم على الحكومة، أو النواب، وتارة باسم الدفاع عن الدين والوطن والناس، فيما الحقيقة أن هؤلاء الذين تحركهم نوازع المصالح والانتقام وتصفية الحسابات، يدافعون عن انفسهم فقط، ولو على حساب شيطنة البلد ..كل البلد.
إن لم تكن هذه هي الرسالة، فكيف يمكن أن نفهم معادلة لا ثقة من الأردنيين، مقابل ثقة كبيرة ممن يمثلونهم، وحتى لو كان ذلك صحيحا في إطار تحولات السواد العام الذي استغرقنا فيه جميعا، فلمصلحة من ننهش الحكومة من جهة، ثم ننهش مجلس النواب من جهة أخرى، وبعد ذلك نجمع الطرفين، الحكومة والنواب، في كفة واحدة ضد المجتمع الذي افرزهم، وكأننا في جولة استعداء، يضرب بها كل طرف الآخر، والخاسر نحن جميعا، الدولة والمجتمع معا .
هل يحتاج النواب لمن يستفتيهم عن الحكومة، فالأطر الدستورية تضمن ما يلزم من قنوات لضبط العلاقة بين السلطتين، وتمكين النواب من مساءلتها أو محاسبتها، ثم ما الذي تغير على امتداد السنوات الماضية على صعيد استطلاعات الرأي في مواسم تقييم الحكومات ؟ مع ذلك ما زلنا نمارس «الخفة» السياسية ذاتها، دون أن نسأل أنفسنا عما يجب أن نفعله (لا ما نقوله فقط ) لإصلاح أحوالنا، وإعادة عقارب ساعتنا الوطنية لدورتها الطبيعية، حيث الزمن الأردني المزدحم بالاعتزاز والإنجاز .
مجرد لحظة صدق أمام النقاشات التي أعقبت الاستطلاعين، وحركات اللاعبين السياسيين على مسرح اللامعقول بحثا عن انتصارات وهمية، ستكشف لنا جميعا أننا مازلنا «نعلك» ذات المقولات والأرقام والذرائع، ومازلنا نجلد أنفسنا و مؤسستنا، ونلعن بعضنا بعضا، ثم نتفرج على مجتمع اصبح مقسوما يلهث خلف المجهول . يا سادة نحن جميعا، الحكومة والنواب والمؤسسات والنخب، شركاء فيما وصلنا إليه، لا يمكن لأي طرف وحده أن يغير المشهد القائم، ولا يمكن لمثل هذا الاستقطاب والاستقواء أن يدفعنا إلا لمزيد من الخسارات .
لابد أن نتحرك في دائرة الإنصاف والمعاذرة وتقدير الإمكانيات، لرؤية الصورة من كافة زواياها، لأن استطلاعات المكاسرة والشيطنة والمجاملة لن تسعفنا أبدا باستدعاء ما يلزم واقعنا من حلول عاجلة او عميقة، كما أن الاتهامات المتبادلة ستوسع شقة خلافاتنا ، لدينا أخطاء كثيرة، ولدينا تحديات، ولدينا امكانيات، فلنجرب -ولو لمرة واحدة - أن نخرج من حلبة الصراع على جراحاتنا إلى دائرة البحث عن المشتركات، وما أكثرها، فلن يبقى لدينا ما نختلف عليه إذا حولنا بلدنا إلى «كومة خراب» لا قدر الله .
بقي لدي كلمة أخيرة، معظم ما يطفوا على سطحنا السياسي من نقاشات واستطلاعات، و تبادل اتهامات، وتكسير مجاديف الناس والمؤسسات، يدور في فلك نخب لا يتجاوز عددها الفا او ألفين، أو ربما خمسة، تعبث بمشاعر الملايين، وتحدد خيراتهم، وتحقن شرايينهم بالحقد والكراهية، تارة باسم الهجوم على الحكومة، أو النواب، وتارة باسم الدفاع عن الدين والوطن والناس، فيما الحقيقة أن هؤلاء الذين تحركهم نوازع المصالح والانتقام وتصفية الحسابات، يدافعون عن انفسهم فقط، ولو على حساب شيطنة البلد ..كل البلد.
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي