أبي «إبراهيم» رحمه الله كان «صاحب مزاج عال» وكان مُعْجباً باغنية أم كلثوم الشهيرة «حُلُم» التي كتبها الشاعر بيرم التونسي ولحّنها الموسيقار زكريا أحمد.
وكنتُ وقتها «طفلاً» لا اعرف لماذا يحب الكبار أغاني ام كلثوم «الطويلة» التي تمتدّ لساعات وساعات.
كنتُ «أراقب» أبي وهو يشرب الشاي في المساء ويستمع الى ام كلثوم وهي تردد:
« بقى يقول لي وأنا أقول له
يقول لي قلبي بيودك
أقـــول لــه قلبي أنا اكثر
يقول لي اد إيه حبّك
أقـــول له فوق ما تتصور
وأقول له خايف لتنساني
يقول لي مستحيل اقدر
بقى يقول لي وأنا أقول له
وخلّصنا الكلام كله «
طبعاً، كانت والدتي ـ رحمها الله ـ تشعر بالملل من «طول « الاغنية، وربما السبب»إعجاب « السيد الوالد بها، إضافة الى المقاطع «المملّة» التي تشبه أحاديث بعض الناس هذه الايام: كلام مكرّر ومملّ. والتي تشبه « العِلكة» او « مضغ اللّبان» دون فائدة. مجرد «تحريك حنَكْ».
وأدركت بعدها ان المرحومة والدتي تميل لاغنيات فيروز لان صديقتها أسمها فيروز..
كنتُ «استمتع» بخُبْث «طفوليّ» بتلك « المماحكة» العائلية بين «ربّ الأُسرة « و» ربّة البيت». خاصة عندما تصل الامور «حدّها» مع السيدة الوالدة وتصرخ بأبي: وبعدين يا ابراهيم ..؟
وذات يوم،»اختفى « شريط الاغنية « الكاسيت»، وأقام والدي الدنيا ولم يُقْعدها. وصوّب سهام «اتهاماته» للسيدة زوجته، التي كانت ام كلثوم واغانيها « مش نازلتلها من زور». فكيف اذا كانت «مقرّرة» علينا..!
وبفعل «يعجز عن فعله إبليس»،قمتُ بشراء «شريط كاسيت لنفس الاغنية» ووضعته في المُسجِّل «خِلسة»،واشعرتُ أبي أنني الذي «أخفى الشريط» بالخطأ، وتحمّلتُ «نتائج» فعلتي،»كفّين ع الماشي».
عادت ام كلثوم تصدح :
« حبيب قلبي وافاني فى ميعاده
ونوّل بعد ما طول بعاده
حبيب قلبي قابلني وهو متبســم
وطمني على وصله
وقــال لي بعد ما ســلّم
كـــلام القلب يرقص له»
عندها،صحتُ مثل «طرزان»: ‹يعني يابا هالاغنية مثل طبيخ الشحادين. كلها زعيق بزعيق›.
وكاد أبي، ‹يَفْتِك› بي لولا أنني «احتميتُ» بوالدتي التي كانت في المطبخ تُعدّ» المقلوبة».
و.. بقى يقول لي وانا اقوله.
طيب: وبعدين يا ابراهيم ..؟
-
أخبار متعلقة
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (2-2) عبدالجبار أبو غربية نموذجاً ومُلهِماً !!
-
النمو الاقتصادي السعودي وفي الخليج العربي
-
اتهامات للأميريكيين في عمان
-
نحنحة
-
أسرى لكن برغبتهم ..!!.
-
لا يمكن هزيمة الكاتب (1 - 2) هشام عودة نموذجاً وملهِماً !!
-
إلى متى ستحتمل الضفة الغربية؟
-
اليوم عيدُ ميلادي