ليست صدفة
ضمن مشاركتي بالتعاون مع خبراء دوليين في مجال الصحة العامة، لإنتاج دراسة أو تقرير تحت عنوان "لا للدخان.. مع بدائل أقل خطورة"، تم التوصل إلى أن طريقة استهلاك التبغ أو النيكوتين هي الأصل في التعرض لمخاطر التدخين من عدمه، وليس استهلاك النيكوتين نفسه. وباختصار، فإن تدخين السجائر التقليدية يؤدي إلى العديد من المشكلات الصحية، لكن استخدام التبغ الممضوغ أو أكياس النيكوتين ليس له نفس التأثير.
وبعد العديد من الدراسات والأبحاث العلمية التي أكدت الفوائد التي تقدمها منتجات التبغ والنيكوتين البديلة، بدأت السويد في الاعتماد على هذه المنتجات باعتبارها بدائل أقل خطورة لاستهلاك النيكوتين، مما أدى إلى نتائج صحية أفضل كثيراً، كما انخفضت نسبة الوفيات الناتجة عن التبغ بين الرجال السويديين بنسبة 38% مقارنةً بالمعدل الأوروبي، هذا إل جانب انخفاض نسبة الإصابة بسرطان الرئة بنحو 41%، وذلك رغم أن معدل استهلاك النيكوتين قد يكون متساوياً بين دول الاتحاد الأوروبي ومن بينها السويد؛ حيث يستهلك واحد من كل أربعة أشخاص النيكوتين في السويد، وهو ما يقارب نفس المعدل الموجود في الدول المجاورة.
وحول ذلك يقول السويديون: "نحن لم نتجنب النيكوتين، لكننا ببساطة أصبحنا نعتمد على أشكاله الأكثر أمانًا". واتضح لنا خطأ الرواية التاريخية التي ادعت أن "النيكوتين هو العدو"، كما اكتشفنا أن هذا خطأ كبير، واستطعنا تعديل نظرة المواطنين وقواعد استخدام النيكوتين في السويد، مما عزز من مستويات الصحة العامة وساهم في خفض معدلات المخاطر الصحية التي يتعرض لها المجتمع والمدخنون دون الحاجة إلى فرض حظر كلي على مادة النيكوتين التي كانت لفترة طويلة عادة مقبولة اجتماعيًا."
وأضافوا: "يمكن القول أن النيكوتين يشبه الكافيين، حيث ظل رفيقًا مألوفاً للكثيرين لفترة طويلة، وكان عاملًا محفزًا للبعض، ومتنفسًا للبعض الآخر. لكن نهجنا يُظهر أنه يجب التركيز على كيفية استخدامنا للنيكوتين. من خلال تقديم وتنظيم بدائل أكثر أمانًا، يمكننا مواجهة المشكلات الصحية دون التوقف عن استخدام النيكوتين."
يجب مساعدة المدخنين الذين يرغبون في الإقلاع
لقد أعادت مراجعة الاستنتاجات حول النيكوتين تغيير الأحكام والمفاهيم العالمية؛ فالاعتقاد السائد بأن النيكوتين سبب رئيسي للإصابة بالسرطان ثبت خطأه علمياً، وأصبح الجميع يعلم أن علكة النيكوتين أو لصقة النيكوتين لا يسببان السرطان. فلماذا يختلف الأمر بالنسبة لأكياس النيكوتين الخالية من التبغ أو التبغ الممضوغ؟.
في واقع الأمر، إذا فشلنا في التفريق بين المنتجات ولم نستطع تقديم معلومات دقيقة، فإننا نخاطر بحياة الذين يحتاجون إلى المساعدة في مواجهة خطر السجائر التقليدية. وفي الوقت الذي يواصل فيه العالم الكفاح ضد التدخين، تقدم السويد نموذجًا يعمل على تنقية الهواء بشكل علمي وواقعي في الوقت نفسه.
ويُعد التقرير "لا للدخان.. مع بدائل أقل خطورة" بمثابة دعوة للعالم لإعادة النظر في حربه ضد النيكوتين، والتحول في الاتجاه المؤيد للحد من مخاطر التبغ، والذي يمكن أن ينقذ ملايين الأرواح. إنها دعوة لصناع السياسات والممارسين والمجتمع ككل للتخلي عن "شيطنة" النيكوتين والاعتراف بالعدو الحقيقي وهو الدخان الناتج عن عملية الحرق، وليس النيكوتين.
بقلم
الدكتور كارل فاجرستروم، أستاذ مشارك وباحث في مجال التبغ والنيكوتين
-
أخبار متعلقة
-
8 أعراض إذا شعرت بها .. اذهب للطوارئ فوراً
-
دون "آثار جانبية".. مشروبات فعّالة لحرق الدهون
-
لمحبي الشمام.. خبر يهمكم خلال الصيف
-
لدماغ سليم.. ابتعدوا عن هذه المأكولات
-
مشروب طبيعي يحسّن البصر ويقلل إجهاد العين.. إليك فوائده
-
10 أعراض قد تنذر بانخفاض خطير في ضغط الدم
-
تحذير طبي.. 3 عناصر سامة في غرفة نومك تهدد صحتك!
-
بالماء الساخن أم البارد؟ ما درجة الحرارة المثلى للاستحمام؟