السبت 2025-06-07 09:12 م
 

يستخدمها 70% من السكان .. تعرّف على وسيلة النقل "بودا بودا" في أوغندا

مدخل منطقة السوق المعروفة بآروى بارك
مدخل منطقة السوق المعروفة بآروى بارك
 
07:28 ص
الوكيل الإخباري-   كأسراب اليمام، تنطلق مجموعة الدراجات النارية، المعروفة باسم "بودا بودا"، في اللحظة ذاتها، مخترقةً السيارات المتكدسة في الطرق بفعل الازدحام المروري، وتمضي على جانبي الطريق، في مشهدٍ يشدّ انتباه العابر في شوارع العاصمة الأوغندية كمبالا.اضافة اعلان


وفي كمبالا، تنتشر الدراجات النارية بأعداد كبيرة، حيث يعتمد عليها السكان كوسيلة رئيسية للنقل والمواصلات، ما يجعل المشهد يبدو لافتًا.

وتعدّ البودا بودا وسيلة مواصلات شائعة في عدد من دول شرق أفريقيا، من بينها كينيا، أوغندا، ورواندا. إلا أن رواندا أصدرت قرارًا في نهاية العام الماضي بحظر الدراجات النارية واستبدالها بالدراجات الكهربائية، في خطوة تهدف إلى خفض الانبعاثات الكربونية وتعزيز الطاقة المستدامة.

تضم العاصمة الأوغندية كمبالا أكبر تجمع للدراجات النارية، حيث يُقدَّر عددها بنحو 350 ألف دراجة نارية، يقودها في الغالب شباب من مختلف الفئات.

ويُقبل العديد من الشباب الأوغنديين على العمل كسائقي دراجات نارية في العاصمة، إذ يستخدم 70% من سكان أوغندا البودا بودا كوسيلة نقل أساسية. وتقدّر بعض التقارير أن عدد السائقين يتراوح بين 250 و500 ألف شخص، وفقًا لوثيقة صادرة عن رابطة رأس المال الاستثماري في شرق أفريقيا.

وكشفت دراسة نُشرت في المجلة الأميركية لأبحاث التاريخ والثقافة عام 2021 أن نقل الدراجات النارية أصبح ثاني أكبر قطاع مشغِّل للشباب في أوغندا، بعد الزراعة.

يقود لودوفيك، البالغ من العمر 32 عامًا، دراجة نارية منذ عامين، مستخدمًا إياها كوسيلة نقل داخل العاصمة كمبالا:
"أعمل كسائق دراجة نارية لأنه كان الخيار المتاح، إذ لم يحالفني الحظ في الحصول على وظيفة أخرى، فقادتني الأقدار إلى البودا بودا.."

ويضيف أن الأوغنديين يفضّلون الدراجات النارية بسبب الازدحام المروري، إذ إنها أسرع من سيارات الأجرة، كما يمكنها التنقل عبر الطرق الضيقة التي لا تستطيع السيارات المرور عبرها.

كما يشير لودوفيك إلى أن سائقي البودا بودا لا ينقلون الركاب فقط، بل يحملون البضائع أيضًا إلى المحلات التجارية، لافتًا إلى أنهم يدفعون ضريبة على القيمة المضافة مقابل هذا النشاط.

تدعم الحكومة الأوغندية سائقي البودا بودا، إذ إنها توفر فرص عمل لعدد كبير من الشباب.

وفي الشهر الماضي، أعلن الرئيس الأوغندي يوري موسيفيني عن مخططات قروض لمساعدة سائقي الدراجات النارية، بهدف حمايتهم من استغلال الشركات الخاصة، وفقًا لما نشره الإعلام .

وتقوم بعض الشركات الخاصة في أوغندا بإقراض الشباب دراجات نارية، على أن يتم سداد ثمنها لاحقًا بمبالغ مالية مرتفعة، ما أثار شكاوى كثيرة بسبب ما اعتُبر استغلالًا لحاجة الشباب إلى العمل.

يقول الشاب الأوغندي نايلو مارفين:
"استخدمت الدراجة النارية لأول مرة في عام 2020 أثناء انتشار فيروس كورونا.. كان الأمر مخيفًا في البداية، فقد كانت وسائل النقل العام محظورة بسبب الإغلاق التام، ما اضطرني لاستخدام دراجتي كوسيلة مواصلات."

ويضيف أنه لجأ إليها في رحلة من كمبالا إلى قريته في ضواحي المدينة، بعد أن اقترح عليه أحد أصدقائه ذلك. يقول:

"كنت مترددًا بعض الشيء في البداية، لكني اكتشفت لاحقًا أنها مريحة جدًا للتنقل."

يؤكد مارفين أن الأوغنديين يفضلون الدراجات النارية لأنها سريعة وموثوقة إلى حدٍّ كبير، إذ تتيح لهم الوصول إلى وجهاتهم في وقت قصير، رغم عدم التزام بعض السائقين بالقوانين.

أما السوداني هرون عبد اللطيف، الذي وصل إلى كمبالا قبل عامٍ ونصف، فيقول إنه تفاجأ بكثافة انتشار الدراجات النارية في المدينة.

"خلال الأشهر الثلاثة الأولى، كنت أرفض استخدامها، لكنني اضطررت إليها لاحقًا، لأنها الوسيلة الوحيدة التي تتيح التنقل بسهولة داخل العاصمة التي تعاني من الاختناق المروري في معظم أوقات اليوم."

ويشير عبد اللطيف إلى أنه اندهش من حجم الأشياء التي تُحمَّل على الدراجات النارية، مضيفًا:
"رأيتُ أحد السائقين يحمل ثلاجة على دراجته، وفي مرة أخرى شاهدت بعضهم ينقلون 6 أكياس متوسطة الحجم من الأرز، وهو أمر لم أره من قبل في السودان!"

ويضيف أنه يعتمد الآن على البودا بودا كوسيلة مواصلات أساسية، لأنها تتيح له اختراق الازدحام عبر الممرات الجانبية، بل يمكنها أيضًا السير على جانبي الطريق، متجاوزةً الازدحام المروري.

"بعد أن جربت سيارات الأجرة لمدة 3 أشهر، وكنت أصل متأخرًا إلى وجهتي دائمًا، أدركت أن البودا بودا هي الحل الوحيد!"

الجزيرة
 
gnews

أحدث الأخبار



 
 





الأكثر مشاهدة