هل تشكل صفقة القرن تهديدا مباشرا للاردن..؟ اذا كانت الاجابة نعم، كما تردد على ألسنة العديد من المسؤولين الاردنيين،، فما هي سياقات هذا التهديد، وما هي خياراتنا لمواجهة او للتقليل من خسائره ؟اضافة اعلان
قبل ان احدد هذه السياقات اسجل ملاحظتين اثنتين : الاولى ان الاردن ليس دولة «هشة «كما يتصور بعض الذين يزوادون على مواقفنا الصلبة، فشكيمة الاردنيين التي اختبرت في «الكرامة « المعركة، ما تزال كما هي قوية، وتاريخ الاردن الممتد في عمق التاريخ الانساني والعربي والاسلامي يشهد بقدرة هذا الوطن على تجاوز الاعاصير والعاديات التي تواجهه، فعلى اسوار قلاعه سقطت امبراطوريات،ومن سهوله انسحب اباطرة كثر، وهو ما زال واقفا يتحدى لا تلين له قناة.
اما الملاحظة الثانية فهي ان المنطقة منذ ثمان سنوات على الاقل تتعرض لزلازل تستهدف تغيير بناها الجغرافية والسياسية والاجتماعية، ورغم كل ما حدث - وهو بالمناسبة - كارثي -بامتياز،الا ان الامة العربية باقطارها ودولها ما تزال تواجه هذا المخطط الخبيث، فالعراق ما زلا هو العراق وكذلك سوريا وليبيا واليمن... الخ بمعنى ان استهداف منطقتنا العربية من قبل الغزاة بكافة اشكالهم لم يتحقق كما ارادوا،ولن يتحقق في المستقبل.
بالعودة الى سياقات التهديد يمكن ان اسجل ثلاثة منها، اتحفظ على ذكر الثالثة واشير الى اثنتين : السياق الاول هو وجود الدولة الاردنية، صحيح ان ثمة من يسعى الى اقحامنا في معركة وجود لا حدود، والوجود هنا لا يتعلق بالجغرافيا فقط وانما بالادوار السياسية وبالمقدرات الذاتية وبالقيم العليا التي تشكل الدولة وتحافظ على استمراريتها وتصون مصالحها، ولكن الصحيح ايضا ان هذا الاقحام يفتقر تماما لاية معطيات واقعية او تاريخية، فالاردن قائم وستظل الدولة حاضرة في المشهد، وليس بمقدور صفقة مهما كانت اطرافها ومهما تعدد حلفاؤها ان تلغي هذا البلد من التاريخ او الجغرافيا او ان تلغي دوره الانساني والسياسي.
السياق الثاني هو تهديد الهوية الاردنية، حيث يريد من يقف وراء الصفقة ان يعبث بمكونات هذه الهوية سياسيا، سواء من خلال الديموغرافية تحت مسميات يجري الترويج لها باسم الوطن البديل او التهجير القصري او الادارة المدنية للسكان او الاعتراف بالضفة الغربية كاراض اسرائيلية (كما حصل للجولان) او من خلال اثارة الفتن الداخلية وتعميم منطق الاستقطاب والمحاصصة، لكن كل ذلك يبقى مجرد امنيات مغشوشة،لا تستند الى الوقائع ولا تستقيم مع منطق التاريخ المشترك للاردنيين داخل بلدهم، مهما تعددت اصولهم..وللتذكير فقط فان ما قاله جلالة الملك حول (اللاءات) الثلاثة ليس مجرد تصريحات سياسية،وانما حقائق تاريخية تستند الى وعي على الواقع والمستقبل، فالاردنيون في مواجهة العدوان -اي عدوان -لن يتفرقوا، ولن يستطيع احد ان يعبث بنواميسهم الوطنية التي شكلت عنوانا لوحدتهم وتوافقهم.
في حساب التحالفات القائمة دوليا واقليميا، وفي سياقيات دفع الاردن الى الجدار للقبول بما يفرض عليه من استحقاقات، ندرك تماما ان خياراتنا صعبة، وربما سيئة، لكن ندرك ايضا ان لدينا اوراق قوة مجربة وغير مجربة، وان بمقدورنا ان نواجه الاسئلة «المرة «، حتى وان كنا محاصرين في « الشعب» الضيق، اما كيف..؟ فبالارادة والعزيمة والتكاتف، فالهزائم لا تاتي الا من بوابة زعزعة الثقة بالنفس وقابليتها للاستسلام، ونحن لا يمكن ان نكون كذلك.
قبل ان احدد هذه السياقات اسجل ملاحظتين اثنتين : الاولى ان الاردن ليس دولة «هشة «كما يتصور بعض الذين يزوادون على مواقفنا الصلبة، فشكيمة الاردنيين التي اختبرت في «الكرامة « المعركة، ما تزال كما هي قوية، وتاريخ الاردن الممتد في عمق التاريخ الانساني والعربي والاسلامي يشهد بقدرة هذا الوطن على تجاوز الاعاصير والعاديات التي تواجهه، فعلى اسوار قلاعه سقطت امبراطوريات،ومن سهوله انسحب اباطرة كثر، وهو ما زال واقفا يتحدى لا تلين له قناة.
اما الملاحظة الثانية فهي ان المنطقة منذ ثمان سنوات على الاقل تتعرض لزلازل تستهدف تغيير بناها الجغرافية والسياسية والاجتماعية، ورغم كل ما حدث - وهو بالمناسبة - كارثي -بامتياز،الا ان الامة العربية باقطارها ودولها ما تزال تواجه هذا المخطط الخبيث، فالعراق ما زلا هو العراق وكذلك سوريا وليبيا واليمن... الخ بمعنى ان استهداف منطقتنا العربية من قبل الغزاة بكافة اشكالهم لم يتحقق كما ارادوا،ولن يتحقق في المستقبل.
بالعودة الى سياقات التهديد يمكن ان اسجل ثلاثة منها، اتحفظ على ذكر الثالثة واشير الى اثنتين : السياق الاول هو وجود الدولة الاردنية، صحيح ان ثمة من يسعى الى اقحامنا في معركة وجود لا حدود، والوجود هنا لا يتعلق بالجغرافيا فقط وانما بالادوار السياسية وبالمقدرات الذاتية وبالقيم العليا التي تشكل الدولة وتحافظ على استمراريتها وتصون مصالحها، ولكن الصحيح ايضا ان هذا الاقحام يفتقر تماما لاية معطيات واقعية او تاريخية، فالاردن قائم وستظل الدولة حاضرة في المشهد، وليس بمقدور صفقة مهما كانت اطرافها ومهما تعدد حلفاؤها ان تلغي هذا البلد من التاريخ او الجغرافيا او ان تلغي دوره الانساني والسياسي.
السياق الثاني هو تهديد الهوية الاردنية، حيث يريد من يقف وراء الصفقة ان يعبث بمكونات هذه الهوية سياسيا، سواء من خلال الديموغرافية تحت مسميات يجري الترويج لها باسم الوطن البديل او التهجير القصري او الادارة المدنية للسكان او الاعتراف بالضفة الغربية كاراض اسرائيلية (كما حصل للجولان) او من خلال اثارة الفتن الداخلية وتعميم منطق الاستقطاب والمحاصصة، لكن كل ذلك يبقى مجرد امنيات مغشوشة،لا تستند الى الوقائع ولا تستقيم مع منطق التاريخ المشترك للاردنيين داخل بلدهم، مهما تعددت اصولهم..وللتذكير فقط فان ما قاله جلالة الملك حول (اللاءات) الثلاثة ليس مجرد تصريحات سياسية،وانما حقائق تاريخية تستند الى وعي على الواقع والمستقبل، فالاردنيون في مواجهة العدوان -اي عدوان -لن يتفرقوا، ولن يستطيع احد ان يعبث بنواميسهم الوطنية التي شكلت عنوانا لوحدتهم وتوافقهم.
في حساب التحالفات القائمة دوليا واقليميا، وفي سياقيات دفع الاردن الى الجدار للقبول بما يفرض عليه من استحقاقات، ندرك تماما ان خياراتنا صعبة، وربما سيئة، لكن ندرك ايضا ان لدينا اوراق قوة مجربة وغير مجربة، وان بمقدورنا ان نواجه الاسئلة «المرة «، حتى وان كنا محاصرين في « الشعب» الضيق، اما كيف..؟ فبالارادة والعزيمة والتكاتف، فالهزائم لا تاتي الا من بوابة زعزعة الثقة بالنفس وقابليتها للاستسلام، ونحن لا يمكن ان نكون كذلك.
-
أخبار متعلقة
-
أفضل سيارات مازدا في استهلاك البنزين لعام 2018
-
الفاخوري يعلن تبرع بنك الأردن بمليون دينار أردني لصندوق "همة وطن"
-
توفيق فاخوري يدعم صندوق "همة وطن" بمبلغ نصف مليون دينار أردني
-
شاهد لحظة سقوط الطائرة الأوكرانية بعد اشتعالها في الهواء
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر – فيديو وصور
-
مدرسة الموقر ترسم أجمل منظر
-
بـرنامـج الـوكـيـل فـي إجـازة سـنـوية
-
حفرة امتصاصية في جرش .. خطرٌ يُهدد المواطنين و يُضر السياحة | فيديو