الجمعة 2024-09-20 10:33 ص
 
 

الأردن يجابه وحيداً..!

10:48 ص


أن يقال إن الأردن يجابه، وحيداً، تحديات وضغوطات ذات صلة بالإقليم وتطوراته ومآلاتها، فهذا ليس اكتشافاً أو قولاً مفاجئاً غريباً.

اضافة اعلان

هو كذلك بالفعل، ويحاول أن يستنهض همّة الأمة لعلها تنتبه لمحيطها، وما يحيطها، كي تدرك وتتيقن أن أمنها واستقرارها يرتبط عضوياً بأمن واستقرار الأردن.


 ورغم أن الإدراك واليقين لم يتشكل بعد عند الأمة، لأسباب ذاتيّة وموضوعيّة، إلاّ أن التطورات وتسارع مآلاتها سيوصلها لذلك، ويدفعها إلى سلوك وقائي تأمل ألا يكون قد فات أوانه.


الأردن عندما يؤشر إلى مخاطر ناجمة عن سياسات دول في الإقليم ودول غربيّة، فهو لا يبالغ ولا يدّعي، ولا يتخيل الأشياء التي ستحدث في مقبل الأيام.


فعمّان تقرأ المشهد، الإقليمي والدولي، قراءة سياسيّة دقيقة وعميقة، وتعلم يقيناً طبيعة تداعياته وشكل نهاياته، وتأمل أن تقرأ قوى إقليمية رئيسية، أيضاً، بنفس الدقة والعمق .  وأي قراءة بنفس الدقة والعمق، سوف تستنتج أن جوهر أزمة الإقليم، تتعلق بالقضية الفلسطينية أولاً وأخيراً؛ وأعني بالقدس واللاجئين والحدود، وإجمالاً بالدولة الفلسطينية المفترضة. فهنا تكمن الأزمة وأولوية الأمة، عربيّاً وإسلاميّاً، وأيّ محاولة لتصدير أزمة أخرى لواجهة المشهد، وجعلها أولوية على فلسطين والقدس، ستكون محل سؤال وشك.


 ذلك لا يعني التقليل من أهمية أزمات أخرى حساسة، لكن لا يجب بأي حال، أن تتقدم على فلسطين بوصفها قضية الأمة المركزيّة، أو هكذا يفترض.


إن «صفقة القرن» بالأساس صفقة تسوية، أو بالأصح تصفية للقضية، مرة وإلى الأبد، تصفية تتركز على مفاصل غاية في الحساسية؛ القدس واللاجئين والحدود.


القدس وقد رأينا ما حلّ بها، واللاجئين وتصفية «الأونروا»، فيما الحدود ستكون خطوة نهائيّة يراد من الأردن ومصر أن يلعبا دوراً بشأنها ولو على حسابهما.


الأردن دون سواه، وأكثر من مصر، سيكون بمواجهة مخاطر جدّية؛ جراء مفاعيل المفاصل الثلاثة، لذلك يقاوم ويرفع الصوت رفضاً، ويتحرك، أفقياً وعامودياً، وبكل الاتجاهات لمنع تصفية القضية لإدراكه الخطر من ذلك.

 

 وعمّان، حقيقة لا ادّعاء، تقاوم ضغوطاً أميركيّة وإسرائيليّة مركبة ومعقدة، وتجابه دولاً إقليمية لا ترى ضيراً من تمرير «الصفقة»، وكأنها لا تلتقط التداعي الخطير عليها والمنطقة.


ذلك كله، وبعضه يحدث في العلن، والآخر، وهو أشد وطأة، في الخفاء، لكن الرهان، دائماً وأبداً، على مستوى الوعي العام، ومقدار الإحساس بالمسؤوليّة الوطنيّة في الدفاع عن الثوابت والقيم، والمحافظة على الوطن. ليس في المسألة هزل بل كل الجد.. إما أن نحصن وطننا، من الآن، أو ننتظر إلى أن نصبح في مواجهة المخاطر..

 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة