السبت 2024-09-21 11:32 م
 
 

ثلج

07:37 ص




ما أن عرف بأن حالة الطقس تُنبئُ بشمس ساطعة، وسماء خالية من الغيوم، وأن ثمة إرتفاع لدرجات الحرارة، حتى هَرَعَ لذاكرة سمعه صوت طبيب القلب «حسين»، ينصحه بضرورة ممارسة المشي من أجل إنعاش عضلة القلب التي تُمارس بين الحين والآخر هوايتها المحبّبة للدَلَع، كَونها وحيدة أبيها، وليست واحدة من تَوأم كالكِلى، أو العينين، أو الأذُنين، أو الشفتين. صاحبنا المُولَع بالمطر، والريح، والغيم، لا زال يشعر بالحزن لأن «شباط» رحل وهو يحمل معه تِسعاً وعشرينَ انتكاسةً في جفاف غيم أيامه، ولا زال صاحبنا يأمُل من «آذار» أن يمحو بغيمه بعضا من تلك الإنتكاسات التي أصابت إبن عمه «شباط»، مُتناسيا دَلَعَ عضلة قلبه، راجياً عضلات الغيم أن تعمل بكفاءة أكثر لتعصر على الأرض مزيدا من عَصير الماء. اضافة اعلان



تناسى صاحبنا أشواق المطر، والغيم، والريح بعد أن رمى بها في سَلّة الأمنيات، والتوكّل، ثم ارتدي بزّته الرياضية ذات اللون الزيتوني وراح يمشي كطفل خارجٍ من فصل الحَبو الذي طال. مشى، وهو يحلم بغيمة تَشُق سماء «آذار» عَلّها تُكذّب الراصد الجوي، كادت واحدة من العربات أن تَدهسه وهو يُطيلُ ببصره نحو السماء مُترقبا تلك الغيمة التي لن تأتِ. عادت عضلة قلبه لدلعها المُعتاد، فقال له قلبه تَعبِت يا هذا.


توقّفََ عند شجرة لوز كانت غصونها تتمادى على مساحة الرصيف، جلس على الرصيف ليُريح قلبه ويرتاح، أغمضَ عينيه ونام، حَلُمَ بسماء «آذار» تَرمي الشوارع بثلجها الأبيض النقي بينما الشمس ساطعة! صاحبنا لما أفاق راح يُلملمُ زهر اللوز الأبيض النقي الذي تساقط على بزّته الرياضية ذات اللون الزيتونيّ.


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة