الأحد 2024-11-24 03:02 م
 

زمن اللف

08:40 ص

زمان وحين ظهرت المرسيدس (200) لف , في الشوارع , كانت مقياسا لحجم الهيبة والوقار لدى الأردني ..مثلا حين يراد ذكر سجايا (فتحي) فان أول ما يقال عنه :- ( راكب لف) .., كانت أيضا تعد وسيلة (للكشخة) والتفوق .اضافة اعلان

والرجال في زمن اللف كانوا مختلفين عن زمن (الهايبرد) , كانوا يملكون (شاربا) يشبه شارب (طوني حنا) ..وكان لديهم إبتكارات مهمة , تعتبر بمثابة إضافات أردنية , على المرسيدس منها مثلا :- أن الصانع الألماني نسي (الجاعد) على الكرسي لهذا كان من ضرورات (اللف) , وحين تشاهدها بدون (جاعد) تعتقد أن هناك خللا ما قد حدث .
أيضا ( كلب التابلو) , لا بد من وجود كلب يتم إلصاقه في (التابلو) الخاص بالسيارة , وهذا الكلب يقوم بهز رأسه عند المطبات , وأنت بصراحة لا تعرف الغاية منه , ولكنه على ما يبدو ضرورة من ضرورات اللف .
وثمة إكسسوارات أخرى , منها (الدناديش) ..وصورة عبدالرحيم على التابلوه , وعبدالرحيم هو فقيد العائلة , وقد غاب عن الحياة , إثر حادث سير مؤسف ..وحين تصعد مع مالك (اللف) وتسأل عن الصورة , لابد أن يسرد لك قصة عبدالرحيم بكل تفاصيلها ...وأنت لا تثيرك القصة , ولكن زجاج عدادات المرسيدس مفرغ من الهواء ومعزول , والصانع الألماني أجاد في ذلك لإبعاده عن متغيرات الطقس , ولكنك تحتار كيف دس مالك (اللف) صورة عبدالرحيم في الداخل ؟
أيضا بين الكرسيين لابد من وجود علبة (فازلين) , واحيانا تستغرب من وجودها وتكتشف أنها تستعمل لدهن جلد السيارة لكي يبقى لامعا , وأحيانا أخرى لدهن يد فتحي حين يغير (البنشر) .
لا بد أيضا من وجود (قنوة ) بجانب كرسي السائق , وهذا الأمر يعتبر من نواقص الصناعة الألمانية , كان عليهم أن يدركوا أن (اللف) حين تصدر للأردن يجب أن يكون فيها قنوة جاهزة ..ومن صناعة ألمانية .
زمن (اللف) ولى إلى غير رجعة , والان تشاهدها في الشوارع , هزيلة والعمر مضى عليها , وما عادت تنتج أي نوع من الوقار والهيبة , بل صارت عبئا ثقيلا على صاحبها ...
صدقني يا صاحبي أني أحيانا أكتب ,وأحس بنفسي ممتطيا ( مرسيدس لف 200) ولست أدري هل نحن صرنا مثل ( اللف) عبر زمننا ونريد إسترداده عنوة , أم أننا خرجنا من سياق الأحداث ...
وها أنا يا صاحبي أشعر بنفسي مثل (مرسيدس لف) قديمة , لم تعد تعرها الشوارع أي إهتمام .


 
gnews

أحدث الأخبار



 


الأكثر مشاهدة