كان الواحد عندما « يُفطر « في نهار « رمضان « يختفي عن الناس... بل كان يشعر انه « نشاز « و « كائن غريب « وأحيانا كان يتم معاملته كشخص « منبوذ « . واذا ما اضطرّ اشرب الماء ، كان يهرب الى « الحمّام « ليشرب هناك.
وكنا ونحن صغار ، حين « نكتشف « شخصا « مفطرا « نطارده ونوبخه ونغني له « يا مفطر رمضان الله ... حكوا عليه حجار الله .. حطوا عليه الساريسة.. خلّي عظامه هريسة « ...
وكنا نسأل بعضنا ان كان أحدنا « صائما او مفطرا « ونطلب منه ان يخرج لسانه.
فإن كان لسانه « جافّا . يكون صائما
وان كان العكس .. يكون مفطرا.
وكان لا يجرؤ على تناول « الماء « أمام الآخرين، ولا يكسب من « افطاره « سوى « البهدلة «.
واليوم.....
تغيّر الحال
وأصبح « عدم الصوم « دون سبب ، امراً عاديّاً.
كما حدث منذ يومين ، عندما كنتُ أجلس في « سوبر ماركت صديقي « وجاء رجل لا يقلّ وزنه عن 150كيلو ، ضخم الجثة .. يتحرك ك « تريلا « وتناول « زجاجة مياه غازية « و « باكيت شيبس « و» علكة « .. ويبدو أنه احسّ بنظراتنا إليه.. وقال : اللي مش متعوّد يصوم طول حياته ، كيف بدّه يصوم هالايام « ؟
ولمّا لم نعلّق عليه ،أضاف :
ليش الواحد يصوم ...
وأخذ يهذي بكلام لا معنى له.
قلت « الصوم علاقة بينك وبين ربّك «.
اخذ يتأفّف.
قلت له « ليش انت مفطر، عندك « عُذر « .. ؟
وخفت ان « يهجم عليّم ويحوّلني ال « علبة سردين «.
لكنه اخذ يساوم صاحب « السوبر ماركت « حول سعر « زجاجة الميرندا « وادّعى ان سعرها في « القويسمة « « 15 قرشا ..
بينما أخبره صديقي ان سعرها عليه « 24 « قرشا.. ويبيعها ب « 25 « قرشا وبالتالي لا يربح منها سوى « قرش « واحد فقط .
اكتشفنا أن الرجل « الضخم « ليس « مفطرا « ومخالفا لشرع الله ، بل وانه « كاذب « ايضاً .