من اصعب الليالي التي قضيتُها في « طفولتي «،تلك التي كنتُ اباتُ « مُرغما « في بيت « جدّي «..
فقد كنتُ طفلا « حالما « واظن أنني كنتُ « بريئا « إلى حدّ ما.. وكان لجدّي عادات وطقوس قاسية على الأقل بالنسبة لولد مثلي.
فقد كنتُ أصحو على دعائه على اليهود في صلاة الفجر ويبتهل إلى الله ان « يُشتت شملهم « و» يرمّل نساءهم» « ولا يُبقي منهم أحدا «.
طبعا كان جدّي رحمه الله يمتلك « حنجرة « وصوتا جهوريا..
وكنتُ افيق على أدعيته المعتادة والتي كان يرددها أغلب الناس في ذلك الحين.
ولا أفهم ما يقول لحداثة سنّي...
وبعدها كان جدّي يُجبرني على « شرب كاسة زيت زيتون « على الرّيق.. وذلك من أقسى الامور.
هكذا عدتُ بالذاكرة إلى زمن مضى... وانا اقرأ مذكرات اثنين من « مجرمي الحرب « ممن ساهموا في اغتصاب فلسطين وقتلوا وشردوا أبناء فلسطين وهنا اقصد « جولدا مائير « و» موشي ديّان «.
الاولى كانت رئيسة وزراء والثاني كان وزير الدفاع في الكيان الصهيوني حتى نهاية حرب « تشرين عام 1973.
قرأت.. ُ مذكرات جولدا مائير بعنوان « اعترافات جولدا مائير « والتي ومنذ طفولتها وهي تكره العرب والمسلمين وحتى المسيحيين الفلسطينيين.لانها تعتبر فلسطين « أرض صهيون « التي حسب زعمها « كانت لليهود قبل أن يطردهم الرومان منها قبل ثلاثة الاف سنة «.
وخلال مطالعتي للكتاب شعرتُ كأنني اتجرّع دواء مُرّا..اضطررتُ لشربه من باب « اعرف عدوّك «.. كل كلامها ادّعاءات وأكاذيب وانها « القادمة من أوكرانيا « لها الحق في فلسطين وان الفلسطينيين « مغتصبين لأرض اجدادها «.
عنصرية وكراهية لكل ما هو « غير يهودي « هكذا تربّى هؤلاء « القَتَلة «.
اما موشي ديّان فقد بدأ في مذكراته بعنوان « حياتي « مرحبا للتعايش مع العرب وخاصة سكان فلسطين.. ولكن مشاعره هذه لم تظهر الاّ بعد أن « احتلوا فلسطين».فقد تحقق مرادهم ولا بأس من إظهار « المودة وتطبيق سياسة الجسور المفتوحة « مع الدول العربية لكي وكما يقول « يأتي العرب وشاهدوا الفرق بين معاملتنا للفلسطينيين ومعاملتهم لهم «.
هكذا يتحدث « المجرمون « والكتابان مثل غيرهما من كتب القادة الإسرائيليين أساسا موجّهان للمواطن الأوروبي الأمريكي.. من أجل « استعطافه « واظهار ان اليهود « شعب غلباااان « وانهم يدافعون عن حريتهم وهم يرغبون بالسلام
يا حرااام.. قطّعوا قلبي بحنّيتهم
طيب والمذابح والتهجير وتشريد أهالي فلسطين.
للاسف يُظل الكتابان « التواطؤ والخيانات والتقصير العربي» خلال الحروب التي قامت بين العرب وإسرائيل في أعوام « 48 و56 و67 وحتى الحرب « التحريكيّة « عام « 73.
يبدو أن « دعوات جدّي جابت نتيجة عكسية «
ااااه يا جدّي
الله يرحمك ويرحمنا...!!