الإثنين، 29-03-2021
04:52 م
(1)
وصلتني على الإيميل مجموعة كبيرة من الصور لعدد من الزعماء والكبار من الماضي والحاضر، تظهرهم وهم اطفال ثم شبابا ثم رجالا ثم شيوخا لبعضهم. وبرغم معرفتي للنتائج منطقيا، الا أنني لم استطع منع نفسي من الإندهاش وأن أشاهد هؤلاء الأطفال المفعمين بالبراءة، وهم يتحولون شبابا فيفقدون شيئا من براءتهم ثم رجالا تنظر اليهم فلا تصدق أنهم هؤلاء الذي يبعدون 3 سنتمترات عن اخر صورة.
هذا هو الواقع ، وهذه هي الحقيقة ، يؤلد الناس اطفالا يحبون من حولهم، ثم تتناقض المصالح وتتداخل ، فينفصل اولا الذكور عن الإناث، حيث يتحول الذكور الى قامعين مثل آبائهم ، وتتحول الفتيات الى مقموعات مثل أمهاتهن ، لكنهن يعوضن عن ذلك بالكثير من الدهاء والذكاء الذي يجبر الرجل على ان يفعل ما تريد المرأة دون أن يدرك ذلك .....لكن إطار القمع العام يحيط بها من الجهات الست، مهما حققت المرأة من انتصارت جانبية، لذلك فمعركتها مزدوجة ودائمة، حتى تحقيق المساواة.
ثم يفرز الذكور قادتهم، فتزداد النظرات حدة ، وتزداد القلوب قساوة، ويصبح مشروع القائد مثل الطير الجارح الذي يريد افتراس أي شي أمامه. ويصير العراك قضية حياة أو موت، ولا يوجد أنصاف حلول الا عند القليلين ، ولا محبة الا عند الأقل.
(2)
اذا طرح فرد أو جماعة أو مجموعة أو حزب أو أو أو ....فكرة ودافع أو دافعوا عنها ، نجده أو نجدهم يقولون بأن جميع الأفكار الأخرى المعاكسة والمناوئة أو مجرد المعارضة الخجولة لدعوته أو دعوتهم ، هي دعوات مشبوهة وهدامة ومؤنجدة( وهي كلمة ابتكرتها للتو، أقصد فيها أن لديهم اجندات خارجية كما يقولون)وعليها مليون علامة استفهام!!
ولا يعدم هؤلاء في أن الآخرين الذين لم تعجبهم فكرتهم، ممن سوف يؤكد بكل اصرار وحماس ويقين بأن افكارهم مشبوهة وهدامة ومؤنجدة.
هذا هو مستوى الحوار الفكري والسياسي لدينا، لم نعرف المسامحة، ولم نتعلم احترام الرأي الآخر، ولم نفهم معنى الصراع الديمقراطي للأفكار.
لا يمكن ان نستوعب أننا يمكن ان نكون على بعض الحق، وغيرنا على بعض الحق أيضا، وأن التوازنات الاجتماعية والسياسية هي التي تفصل بيننا، وهذه التوازنات قابلة للتغير معنا أو ضدنا، لأن المجتمع متحرك، أو من المفترض أن يكون كذلك. وأن علينا ان نقبل النتائج بدون تخوين والأنجدة(من أجندة ايضا)الخارجية.
التخوين العشوائي رد فعل بائس يدل على جهل ونقص معرفي وشوفينية حمقاء ....... فهل نقبل ذلك علينا الى الأبد؟؟؟؟