الثلاثاء، 26-10-2021
03:35 م
كلما ارتفعت اسعار النفط كلما رفع التجار أثمان سلعهم بحجة ارتفاع أسعار النفط التي تؤدي إلى ارتفاع كل شيء – كما يقولون-المواد الأولية والمدخلات والمواصلات وخلافه. وحينما تنخفض أسعار النفط لا تنخفض أسعار أي سلعة – ولو عود الكبريت-مهما كان الانخفاض كبيرا، بحجة أن أسعار النفط ثانوية بالنسبة لتحديد سعر السلعة. لكن، وما أن يعود سعر النفط ويرتفع قليلا، حتى ترتفع معه أسعار كل شيء، هذا ما يحصل عندنا في كل زمان ومكان.
هذا من ناحية التجار، أما الضرائب بأنواعها، فهي مش مصلية ع نبي، ورغم البكاء وصرير الأسنان إلا أن جهات ما تزال تعتقد بأن ثمة ما يمكن الحصول عليه من المواطنين العاديين، عدا أرواحهم. وإذا خلصنا من الحكومات وقواها الضاربة ، فلن نخلص من جشع التجار في كل مكان.
يحكى أن: ليس في سالف الزمان ولا في غائب المكان بأن رجلا لم يستطع تسديد ديونه، فأعلن إفلاسه على الملأ، فأمر القاضي الجندرمة بأن يركّبوا الرجل على حمار أجرب بشكل مقلوب وأن يدوروا فيه بهذا الوضع المخزي بين البيوت والأسواق وهم يضربون الطبل ليجمعوا الناس ويخبروهم بأن الرجل أعلن إفلاسه حتى لا يتعاملوا معه...في عملية مدروسة يسمونها (التعزير).
وقد بقي الحمار وصاحبه مع الرجل حتى المساء ، حيث تم الإفراج عن الرجل المفلس ،إذ لا داعي لإبقائه في السجن ما دام لا يستطيع السداد، ولا يستطيع دفع ثمن طعامه هناك، لكن صاحب الحمار (المكاري ) أمسك بالرجل وطلب أجرته وأجرة الحمار . فضحك الرجل المفلس ملء شدقيه وقال:
- وإحنا في ايش من الصبح ..... وين كاين يا اخي ؟
فقال المكاري يائسا:
- طيب بلاش أجرتي ....أعطيني أجرة الحمار!!
فقال الرجل:
- والله..... منا عارف مين الحمار فيكو!