الأربعاء، 20-04-2022
03:27 م
نعم غنّيلو.. وقل بالصوت الهادر: يا ضغطي يا مرفوع؛ يلعن أبوه الجوع..! وإن لم تشتعل سيجارتك وأنت تلحق بلهاث الإمساك ؛ غنّيلها وقل وأنت تلحّن بطقطقة القداحة: يا مولٍّع الدخان؛ شربك بلا أسنان..!
إن وقفتَ على طابور الحظّ وأنت تنظر مثل الآلاف أن تربح ورقة يانصيبك الخاسرة للمرة الألف؛ فلا تجزع ولا تلعن الأرقام؛ بل غنيّلها: أرقام الدنيا الدوّارة؛ تلعب فينا بالحارة..!
إن توقفت سيارتك فجأة وبحثت عن كل الأسباب ولم تجد سببًا لأنك نسيت أن تنظر إلى اللوحة أمامك التي تعطيك أن البنزين خالص يا خالص؛ غنّيلو: يا ماشي من غير بنزين؛ يا معكبِل حالك يا شين..!
لا تقف عند شيء «يعصلج» معك.. غنِّ لكل شيء.. لوجهك الذي يكب صحن الزيت.. للكنادر المتطايرة عليك.. للفواتير التي تحاصرك حتى في ملابسك الداخلية..لمحفظتك التي لا تحتوي سوى آخر عشر ليرات «بُست إيد» واحد ليقرضك إياها وسقطت منك مش عارف وين؟.. غنِّ للخضروات الكوسا والبندورة والفلفل والبابا غنوج.. غنِّ لأظافرك الطويلة .. لحمامك المؤجل.. لعيدك القادم.. لقضاياك الوطنية التي لا تعرفها من كثرتها..
وفي النهاية .. وبعد كل غناء ستكتشف أن ضغطك يرتفع أكثر وأكثر.. لأن صوتك نشاز وألحانك معطوبة و ورودك بلاستيكية وأن «النوتة» الوحيدة التي تليق بك هي «نوتة» الدَّين المفتوحة لك عند كل البشر حتى المُغنِّين منهم على طريقتك المزعجة..!