نأمل ان تكلل التحضيرات لإعادة فتح مطار الملكة علياء الاردنية بالنجاح لتقديم الخدمات للزوار والمسافرين لأهم نافذة للاردن على العالم، فالإجراءات التي اعلن عنها جيدة تمكن من الحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، وفي نفس الوقت يساعد في التواصل مع العالم الخارجي لكافة الاغراض، وهذا مطلب ينعكس إيجابيا على الاقتصاد والمجتمع، ويتيح لصناعة النقل الجوى التعافي تدريجيا بعد الخسائر الثقيلة التي منيت بها جراء تداعيات تفشي فيروس كورونا اقليميا وعالميا.
خلال الاشهر الماضية كان المطار الدولي يعمل وفق معايير محددة وحركة طيران محدودة، الا انها كانت غير منتجة اقتصاديا وماليا لحركة النقل الجوي، وهذه المعايير لم تكن حالة خاصة بالاردن وحده فقد طالت معظم دول العالم حيث شهدت الاغلاق الجوي والبحري والبري وقيودا على الحركة للسيطرة على الوباء الاخطر منذ عقود.
التطورات اقتصاديا وماليا واجتماعيا محليا منذ بدء التعامل مع الجائحة في النصف الثاني من شهر آذار / مارس الماضي حتى الآن واجهنا صعوبات كثيرة مرت علينا بعضها لا يزال ماثلا يشكل تحديا مستمرا، الا ان هناك منافع كثيرة يمكن البناء عليها ودروسا يمكن الاستفادة منها في مقدمتها ترشيد النفقات على كافة المستويات، الا ان تقديس الاعتماد على الذات يحتاج الى جهود وإبداع استثماري وإنتاج متنوع ومتكامل لزيادة القيمة المضافة لموجوداتنا وثرواتنا التي لم تولَ الاهمية الكافية سابقا ونظرنا الى الخارج اكثر من اهتماماتنا الداخلية.
وخلال الايام القليلة الماضية اطلق صندوق استثمار اموال الضمان الاجتماعي اول استثماراته الزراعية في جنوب المملكة على مساحة 25 الف دونم بمبلغ قدر بـ 13 مليون دينار، فالمشروع سيتعاون مع الخبرات الزراعية المحلية والتقنيات الحديثة ويوفر فرص عمل مهمة لابناء المنطقة، وهذا النوع من الاستثمارات غاية الاهمية لتعظيم الإنتاج المحلي المرتبط بالأمن الغذائي المحلي في عالم يتوجس من الامن الغذائي عالميا لاسيما وان المنطقة العربية تعاني انكشافا غذائيا معترفا به برغم الإمكانيات والمخزونات المتاحة عربيا. وصدر اول من امس في الجريدة الرسمية نظام مشاريع استغلال البترول والصخر الزيتي والفحم الحجري والمعادن الاستراتيجية بهدف تحفيز الاستثمار بتسهيل اجراءات استغلال الثروات المعدنية وفق أسس ومبادئ تقوم على الشفافية والوضوح، هذه التطورات يمكن ان تساهم في إطلاق مكامن قوة الاقتصاد، والاستثمار فيها بإبداع لجهة توفير المزيد من فرص عمل جديدة وتحسين مستويات معيشة المواطنين تدريجيا، فالوباء الذي لاحقنا حتى أنفاسنا يرد عليه بالالتزام والعمل والإنتاج.