إلى رحمة الله يا معالي أبو السعيد
وهو من افضل السياسيين العرب مقدرة على التحليل واكثرهم عمقا وقدرة على تسخير الجملة التحليلية لصالح بيت القرار فى العصر الحديث وكان هو الوحيد رحمه الله الذى تفوق على حسنين هيكل بالاستشراف وبيان مستقبل الحال وذلك لواسع اطلاعة المعرفي وعظيم قدرته على مواكبة تفاصيل الاحداث حتى اصبح عدنان ابو عودة السياسي الذى يمتلك حظوة اممية عند صياغة الجملة السياسية بهذه المنطقة مع هنرى كسنجر وحسنين هيكل حيث كانت آراءهم تسهم فى حينها بترتيب مشاهد المنطقة على صعيد بيت القرار المركزي فيها وكما شكل معالى ابو السعيد مرجعية معلوماتية يعتد برأيها فى الديوان الملكي وكان له دور بارز فى كثير من المحطات الدقيقة التى واكبت عصر البناء والتشييد فى زمن الحسين الراحل فاستحق ان يكون من اهم السياسيين فى فترة الحرب الباردة وأحد رجالات تلك المرحلة بكل عناوينها وتفاصيلها .
معالى ابو السعيد الذى عرفته مطلع تسعينات القرن الماضى كان يمتلك قدرة معرفية كبيرة وارادة صلبة عميقة ورغبة صادقه لضرورة مواصلة نهج الحسين الخالد فى البناء الذى اخطتة مع رفاقة فى المسيرة وصفى التل وهزاع المجالى فعمد رحمه الله على تاسيس حزب التقدم والعدالة مع الفرد ديات ومضفى حميمات وعلى السعد وقد كان اول من قام على تاسيس حزب سياسي اردنى بعد عودة الحياة النيابية والحزبية للبلاد لايمانه المطلق بضرورة تقديم الاردن لذاتة بطريقة فكرية وكان يقول دائما الاردن هى الدولة الوحيد التى انطلقت من رسالة فكرية ولم تاسس على اساس جغرافى فكان رحمة الله ذلك السياسي الحزبي الذى عمل على التواصل الشعبي من خلال منظومة عمل جماهيرية من واسع اطلاعه الملكي وخلفية عمل تنظيمية شيوعية وانضباطية امنية معلوماتية باعتباره احد ضباط المخابرات العامة الاردنية .
ونحن نترحم على معالى ابو السعيد فاننا نستذكر مواقفة التى كان دائما تصالحية مع الذات وصريحة فى بيان الامر من اجل تعظيم الذات الوطنية على قاعدة المواطنة التى يتفق علبها وحولها الجميع فى الوصول بالاردن الى المكانة الافضل التى يستحقها فى ريادة الامة فى ظل القيادة الهاشمية المظفرة التى عمل على خدمتها معالى ابو السعيد بتفان وحرص على تعظيم دورها باخلاص.
فاننا نسال المولى جلت قدرته أن يكلأه بواسع رحمة ويلهم اهله وذويه والاسرة الاردنية الواحدة الموحدة الصبر والسلوان وانا لله وانا اليه راجعون .
