أيام المدرسة الاعداية والثانوية،كنا ( مجموعة من رفاق المدرسة)/ المتميزين،نتنافس فيما بيننا ،أينا يقرأ أكثر من الكتب التي تحتويها مكتبة المدرسة او ممّا يقع بين أيدينا من الكتب.
وكنتُ بحكم عشقي للسينما( قبل سيطرة التلفزيون)،أستثمر ثقافتي» الفنيّة» في «المشاركة» بالصفّ ،خاصة حصّة اللغة العربية او الانجليزية.
فذات يوم طلب منا مدرّس النحو العربي الاتيان ب «مفعول به ثانٍ». فرفعتُ إصبعي،وقلت:
« أعطيتُ الفقيرَ قرشاً «.
فقال المدرّس» صحّ،ما أبخلك».
وبعد ان صفّق لي الطلاب،مال المعلم عليّ وهمس باذني: بس قرش يا بخيل؟
المهم،كانت «الجملة» صحيحة نحويا.
وفي درْس « ظرف المكان».شاركتُ في الجملة التالية:» أبي فوق الشجرة». وكان وقتها يُعرض الفيلم الشهير ل عبد الحليم حافظ ونادية لطفي والذي يحمل نفس الإسم.
وفي حصة اللغة الانجليزية،طلب منا المدرّس جملة تحتوي فعل ماض. فقلتُ :
they shoot horses dont they؟ وكان وقتها يعرض فيلم النجمة جين فوندا «إنهم يقتلون الجياد،أليس كذلك؟.
فلقيتُ مديحا واستحسانا من المعلم الذي كان قد شاهد وأُعجب بالفيلم الذي أخرجه سيدني بولاك عام 1969 .
واضح من كلامي، أنني كنتُ ـ وربما ما زلتُ ـ ،كائنا « مشاغبا»،أبحث عن « المُختَلِف».
طبعا، كان «بعض الطلبة» يعتقدون أنني « أستعرض» أمامهم. ولكن ذلك كان يخرج مني ،بشكل «عفوي».
وكما يقول الرفاق» الشيوعيون»: التاريخ يُعيد نفسه»،فقد تكرر ما حدث معي ايام المدرسة،قبل اسبوع ،حين لقيتُ رجلا في الشارع يضربُ شخصا قال انه « سكران».
فانتزعتُه من بين يديه،وفصلتُ القوات. وسار كل في اتجاه.
وفي الطريق،اقترب مني الشخص» السكران»،وطلب مني مبلغا من المال لكي يركب» سرفيس».
وكانت تفوح منه رائحة» الكحول».
فناولته « اللي في النصيب».
والان، لو عاد بي الزمان،وقال لي المدرّس هات جملة فيها «مفعول به ثان»،لقلتُ: أعطيتُ السكران.. قرشا!