هل صحيح أننا عاجزون عن حلّ سريع للمزارعين الذين يتهاوون الآن واحداً تلو الآخر أمام سمع العالم وبصره؟ أين مخزوننا من الحلول؟ ألا يحق لنا أن نحاسب أحداً على مدته الطويلة فوق ظهورنا وهو لم يقدّم عملاً واحداً يفتح به الطريق لبصيص أمل..؟!
قال لي وزير زراعة أسبق: لا توجد لدينا استراتيجية زراعية؛ نعم، لا يوجد استراتيجية، لماذا تكون الوزارات إذن؟ أية وزارة إن لم تقم على بناء الاستراتيجيات طويلة الأمد فلماذا تكون من الأصل؟
قالوا لنا : إنك لا تجني من الشوك العنب..ولكنهم لم يقولوا لنا : إنك ستجني من البندورة الشوك؛ ومن الخيار الشوك؛ ومن الباذنجان والكوسا و الزهرة ووووو الأشواك..! من المسؤول الآن عن عشرات الآلاف من العائلات التي تتهاوى كلّ يوم..؟ نفهم والله أن هناك وضعاً عربياً محيطاً بنا يُصعِّب الأمور؛ ولكن من أجل الأمور الصعبة يوجد المفكرون والاستراتيجيون و المبدعون وحلّالو العُقد؟ أين هم؟ كيف اختفوا؟ أم لم يكونوا هنا من الأصل؟.
أعلم أنكم تحبّون المزارع؟ ولكن الحبّ وحده لا يطعم خبزاً. الحبّ لا يفتح سوقاً. الحبّ لا يمسح دمعاً. الحبّ وحده لا يمنع ظهراً من الانحناء ولا يغيث ملهوفاً من الخوف والرعب الساكنين الآن في قلوب المزارعين المؤمنين. انقذوا المزارعين فإنهم يندثرون ولا يتدثّرون..!