في المؤتمر الاخير لشركة نوكيا الفنلندية لصناعة الهواتف المحمولة بعد ان تم الاستحواذ عليها من شركة مايكروسفت الامريكية، القى المدير التنفيذي للشركة خطابه الاخير كقائد للشركة وقال جملته المشهورة (نحن لم نقم بشيء خطأ، ولكن بشكل ما خسرنا) ثم بكى وبكى معه البعض من كل دول العالم، حيث كانت الشركة قبل المؤتمر بسنوات قليلة، اكبر شركة لصناعة الهواتف النقالة على مستوى العالم، وكانت مسيطرة على حصة سوقية للهواتف آنذاك تقدر بأكثر من 70٪ من السوق، لن نتحدث عن اسباب نجاح الشركة او اسباب فشلها ولن نلقي اللوم على احد، ولكن عالم الاعمال متقلب جدا يوما لك ويوم عليك، ولو ان المدير التنفيذي للشركة في ذلك الوقت قرأ كتاب المدير الكبير لشركة جنرال الكتريك سابقا جاك ويلش (تغير قبل ان تجبر على التغيير) لكان الوضع مختلف تماما.
حيث تبين ان الشركة رفضت العديد من العروض الدسمة التي كانت ستغير مجرى حياة الشركة مثل انها في وقت من الاوقات رفضت ان تقوم باستبدال نظامها الذي كان يدعى في ذلك الوقت (سايبمان) الى نظام اندرويد الشهير في وقتنا الحالي، هذا من جانب ومن جانب اخر لم تواكب الشركة التغيرات او متابعة الساحة العالمية في مجال الهواتف النقالة ولم تعطي اي اهتمام للمنافسين الجدد، والغريب في الموضوع اذا ما نظرنا الى تاريخ الشركة نرى بانها كانت سباقة في التغيير حيث بدأت الشركة في عام 1865 كشركة صغيرة لتصنيع الورق ومعالجة الخشب في فنلندا ثم قامت الشركة بتغيير نشاطها الى توليد الطاقة من ثم صناعة كابلات الهواتف وتعرضت الى شبح الافلاس اكثر من مرة الا انها قاومت وبالنهاية دخلت سوق الهواتف المحمولة فاذا نظرنا الى تاريخ الشركة نجد ان التغيير جزء من ثقافتها.
لذا ساقول للمدير التنفيذي لقد قمت بشيء خاطىء سيدي القائد وبسبب قراراتك الخاطئة انهارت الشركة، والافضل ان تبكي على تعنتك بقراراتك وافكارك التي كانت السبب الرئيسي بوصول الجميع الى هذه المرحلة.
كم من المدراء والقادة في عالمنا العربي عند عمله في منظمة او مؤسسة او شركة يصل به الحال ان يؤمن بانه هو الجزء الاساسي وله الفضل في نجاح المنظمة التي يعمل بها ولا يعزي الفضل للاخرين على الاطلاق وعند سقوط المنظمة لسبب ما يعزي السبب للظروف.