في محاضرة مهمة في مؤسسة شومان قبل نحو أسبوع، قالت الخبيرة الدولية السيدة ايفانا هو مديرة شركة اوملاس العالمية المتخصصة بالذكاء الاصطناعي والعالم السيبراني، إنها تفاجأت كثيرا حد الصعق بعد أن توصلت أعمال شركتها أن الأردن الدولة الثالثة بالعالم من حيث الاستهداف بالأخبار المضللة والهجمات السيبرانية!
تقول ايفانا إن المفاجأة تزداد غرابة إذا ما علمنا أن الأردن يأتي فقط بعد الولايات المتحدة الأميركية وروسيا الاتحادية من حيث الاستهداف، وبالنظر لحجم أميركا وروسيا، فالقصة فعلا في غاية الأهمية والحساسية والصاعقة أن يكون الأردن على هذه الأولوية من الاستهداف.
تقول ايفانا أيضا، إن الهجمات تأتي بشكل منظم، وعلى شكل حملات من الأخبار الزائفة أو المعلومات المضللة من الخارج مدعومة من دول.
وبالطبع، فإن هذه الحملات تجد داخليا من يعيد نشرها، إما عن سطحية وجهل وبحسن نية، أو عن تقصد وسبق إصرار.
ما قالته الخبيرة الدولية، التي تنصح دولا عديدة في العالم والشرق الأوسط بكيفية مواجهة الهجمات السيبرانية، مهم واستراتيجي وحري أن يعرفه كل أردني.
هذه معلومات تقنية من خبراء محايدين غير معنيين بالسياسة تظهر لنا بوضوح حجم الهجوم الهائل على الأردن لدرجة جعلته بعد أميركا وروسيا من حيث الاستهداف.
معلومة لا بد أن تستوقفنا بقوة لندرك حجم الاستهداف الهائل الذي نواجهه.
شرحت ايفانا العديد من القضايا التي بناء عليها تم استهداف الأردن، وكان واضحا أن هناك فاعلين من الدول تقف خلف الاستهداف، وشرحت أيضا أن السلاح الأهم في مواجهة هذا الاستهداف هو الوعي بشأنه أولا، وتطوير طريقة التفكير النقدي ثانيا لمعرفة وتعرية هذه الهجمات، وأضيف أنا سلاحا ثالثا وهو الوحدة الوطنية وصلابة الجبهة الداخلية، فهذه الأخيرة، بتقديري، هي التي كانت المفتاح الأساس في قدرة الأردن على مواجهة هذه الهجمات المسعورة.
هدف الهجمات واضح، وهو النيل من الأمن والاستقرار، والوحدة الوطنية والسلم المجتمعي، وزرع الفتنة والفرقة، لكي يزلق البلد الى مهاوي الردى لا سمح الله.
وعلى خطورة وحدّة هذا الأمر، فما يثلج الصدر بالفعل أن الأردن تصدى لهذه الهجمات وقاومها، ولم تنل من أمنه أو استقراره، وحافظ الأردنيون على بلدهم وسلمهم المجتمعي، وهذا يدلل بقوة على صلابة هذا البلد وعلى تجذر الوحدة الوطنية بين الأردنيين، وعلى افتداء الناس لبلدهم وثوابته مهما ضاق الحال واشتدت الخطب.
هذا النوع من المعلومات الذي قدمته الخبيرة الدولية يجب أن يعلمه كل أردني، ليدرك حجم الاستهداف الذي يتعرض له بلده، وأنه صمد في وجه كل ذلك. نحتاج الى ضخ هائل لزيادة الوعي بالأمن السيبراني، ووعي بحملات المعلومات المضللة والأخبار الزائفة، فقد أصبحت تلك أسلحة فتاكة لا تقل أذيتها عن الصواريخ والدبابات.
نحتاج الى زيادة الوعي بهذه الحرب التي يخوضها الأردن، وجيش سيبراني أهلي من المدنيين، ومدربون قادرون على خوض المعارك والتصدي لها، فالأردن مستهدف ويخوض حربا سيبرانية ضروسا، سببها مواقفه وسياساته وثوابته.