الثلاثاء، 19-10-2021
03:30 م
هنالك معادلة سياسية تقول ان لكل احداث تاريخية موضوعية مفصلية نتائج ذاتية مرافقة وهى المعادلة التى يمكن مشاهدتها بعد كل مشهد مفصلي تدخل فيه البشرية لاسيما بعد الحرب العالمية الاولى التى تم الانتهاء عبرها من عصر التكتلات الكبيرة والحروب على بسط النفوذ على الاراضي الزراعية والموارد البشرية لصالح تركيبات اجتماعية تقوم على الجغرافيا السياسية مع دخول البشرية فى العصر الصناعي والتطور المعرفي وهى نقطة التحول التى جاءت مرافقة نتائجها اعقاب الحرب العالمية الاولى بعد انحسار المد العثماني عن الدول العربية والتى كان من بينها لبنان مدار البحث حيث اصبحت لبنان تحت النفوذ الفرنسي فى معادلة التقسيم البريطانية الفرنسية فى حينها حيث تم تشكيل لبنان بجغرافية سياسية جاءت بقرار القائد الفرنسي هنرى غورو بضم حاصبيا وراشيا والبقاع وبعلبك الى جبل لبنان ليصبح المجتمع البناني يتكون من حوالى 18 هوية فرعية مذهبية وعرقية وهو ما جعل من لبنان المجتمع فى حركة شد دائمة بين مركباته واعراقه .
وفى العام 1943 استطاعت لبنان تشكيل اول حكومة لبنانية بعد انحسار الاستعمار الفرنسي ضمن معادلة اقتسام السلطة بين بشارة الخوري وياض الصلح ليتم من بعدها اعلان الميثاق الوطنى البناني فى اقتسام السلطة يكون فيه الموارنة فى رئاسة الجمهوية والسنة فى رئاسة الوزراء بينما يكون الشيعة فى رئاسة البرلمان ثم حصل لبنان على استقلالة فى عام 1946. ثم يدخل لبنان فى نتيجة اخرى جاءت جراء استقباله حركة اللجوء الفلسطينية بعد عام 1948. ليدخل لبنان فيما بعدها فى نتائج سياسية موضوعية واخرى ذاتية جراء حركة اللجوء وتنامي المد القومي الذى بدوره احدث انقسام شطرى بين مؤيد للمد القومي الناصرى فى حينها والتيار الوطنى الذى حاول ان ينئى بنفسه عن المد القومي بقيادة كميل شمعون وهذا اضافة للتمايز الطبقي بين المسلمين والمسيحيين.
و هذا ما جعل لبنان تعيش حالة عدم استقرار اضافة الى انفلات امني وذلك مع تنامي قوة الحركة الفلسطينية فى الداخل اللبناني بعد نكسة عام 1967.وقيام القوات الاسرائيلية بشن عدوان على مطار لبنان بعد عملية اثينا الفلسطنية قد الطيران الاسرائيلي لتنقسم لبنان انقسام سياسي وعسكرى بين مؤيد للمقاومة الفلسطنية واخرى ومناوئ لوجودها الى ان تم انهاء هذه الحالة بموجب اتفاق القاهرة الذى قاده الرئيس عبدالناصر فى حينها الى ان دخلت لبنان بفصل من الشد الجديد بعد محاولة اغتيال بيار الجميل واحداث عين الرمانة التى راح ضحيتها عشرات من الفلسطينيين واللبنانيين وهذا ما ادخل لبنان فى حرب اهلية بين المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية بقيادة كمال جنبلاط والكتائب اللبنانية وائتلاف الجبهة البنانية بقيادة كميل شمون ليتم تقسيم لبنان الى نفوذ غربي وشرقي بين كرنتينا واحداثها والرد الذى جاء على الدامور وهو ما جعل من المشهد اللبناني مشهد يتداخل فية وعبر معظم الدول العربية مع طلب الرئيس فرنجية من القيادة السورية التدخل فكانت الاحداث الدموية فى مخيم تل الزعتر ثم تم تشكيل قوات الردع العربية لحفظ الامن والاستقرار فى لبنان باستثناء الجنوب اللبناني الى ان تم اغتيال كمال جنبلاط فى منطقة الشوف فى منطقة تحت السيادة السورية وبعد ذلك اخلت لبنان فى منعطف اخر غير من حركة الاصطفاف نتيجة الاهانة التى وقت على الرئيس الجميل من القوات السورية لتدخل لبنان فى معركة 100يوم بين القوات السورية والجيش وبعد عملية حيفا الفلسطينية اجتاحت القوات الاسرائلية لبنان وقامت بشكيل حكومة بقيادة سعد حداد الا ان هذة الحكومة لم تستمر واندعلت اشتباكات مسيحية فى الشمال اللبناني سيطر فيها بشير الجميل وقيادة الكتائب على مجريات الاحداث الا انه اصطدم مع القوات السورية فى زحلة واستعان بالقوات الاسرائيلية التى لبت طلب الاستعانة قامت باحتلال لبنان وتم الاتفاق على انسحاب اسرائيل مقابل خروج القوات الفلسطينية وكان من المفترض ان يتسلم بشير الجميل السلطة الا انه اغتيل قبل ذلك ودخل قوات حفظ السلام الاممية وتم تسليم السلطة لامين الجميل بعد احداث صبرا وشتيلا الدامية لتقوم لتخسر قوات الكتاب معركة الجبل التى اندلعت مع الحزب التقدمي وتدخل ايران فى الداخل اللبناني وتقوم بالمساعدة على تاسيس حزب الله اللبناني 1983.
وليدخل المربع الشيعي بطور تقسيم بين حزب الله المؤيد ايرانيا وحركة امل المؤيدة سوريا ويتم اقتسام مناطق النفوذ اللبنانية الشيعية فى الجنوب اللبناني ، وتدخل لبنان من جديد فى حركة اشتباك اخرى يقوها هذة المرة ميشيل عون ضد القوات السورية بعد ان انتهت مدة ولاية الرئيس امين الجميل وتدخل لبنان مرة اخرى فى معركة داخلية مسيحية هذه المرة بين كتائب جعجع والجيش بقيادة عون حتى تم عقد مؤتمر الدار البيضاء ومن ثم مؤتمر الطائف بمشاركة الجميع وتم انتخاب رينة معوض ثم تم اغتياله وتم انتخاب الياس الهرواي الذى رفضه الجيش بقيادة عون ثم تدخل لبنان بفصل اخر بعد انتهاء الحرب البادرة بهزيمة الاتحاد السوفيتي والتى كانت من نتائجها ترحيل ميشيل عون خارج لبنان ليقيم بفرنسا وانهاء حالة الحرب فى الداخل اللبناني .
تبدا لبنان مرحلة تكوين الجيش وبناء المؤسسات بطريقة توافقية ليدخل لبنان مرحلة اعادة الاعمار بقيادة الرئيس الحريري الذى شرع ببناء لبنان الحديث الى ان تم اغتياله وخرجت بعدها القوات السورية من لبنان ويتم طى صفحة الحروب اللبنانية التى راح ضحيتها اكثر من مليون ضحية بين قتيل وجريح هذا اضافة الى اكثر من ومليون مهاجر وفى ما جعل من لبنان يرزح فى ازمة منذ نشأة قواتها عدم الاستقرار وعدم القدرة لايجاد مرجعيات واحدة دستورية تبعد لبنان عن حالة البنالوكس السياسي التى يتعايش معها منذ نشأته .
ومن ذلك الحين ولبنان مازال يتعايش ضمن مركبات ديموغرافية الثقة بين مركباتها محدودة وعوامل الفرقة مازالت قائمة وهذا ما جعل لبنان عرضة لتدخلات اقليمية ودولية طالما بقى بعيدا عن ايجاد صيغة ذاتية ضمن اطار ملزم يقوم على المواطنة والمرجعية الدستورية والجيش صاحب السلطة الوحيدة والمرجعية القانونية الواحدة وهذا اضافة الى توافق العيش المشترك .
فهل آن الاوان يساعد الجميع لبنان لكي يعيد انتاج الذاتية اللبنانية بعيدا عن اية تجاذبات اقليمية وهل ان الاوان للبنان عن يعيد تشكيل ذاتية اللبنانية على قاعدة من المواطنة فان الحلول التوافقية كان من المفترض ان لا تبقى توافقية بل كان يجب ان يتم البناء عليها لتشكيل لبنان الذى نريد ان يكون فى افضل مكانة وافضل منزلة هو لبنان القادر على هضم مركباته فى اطار وحدة التعايش والعيش المشترك الآمن الذى يحفظ درجة السلم الاهلى المستهدفة ويقوم ببناء علاقة جديدة من الانسان اللبناني ومؤسساته بما يمكن لبنان من تشكل الذات اللبنانية التى هى جزء اصيل من الموروث العربي وهى العاصمة التى قام بتحديث الثقافة العربية وعملت على تقديمها للانسانية بحلة رائعة .
وعلى الرغم من صعوبة الاوضاع اللبنانية وترابط القوى الاقليمية بالمركبات اللبنانية الديمغرافية واتصال الهويات الفرعية بمناطق عالمية عديدة هذا اضافة الى الارث الفرنسي الذى يخيم عليها الا
ان الاردن الملتزم بعقيدة العروبة وارثها التليد اراد ان يعمل بطريقة عميقة وفاعلة تقوم على ربط لبنان بمحتواه العربي وعمقه الحضارى من اجل ان يدخل لبنان للفصل التاريخي القادم لقد استعاد عافيته التى طالما اراد وجودها حيث عمل الاردن على مساعدة لبنان ضمن سياسية عمل واثقة من حتمية العود بلبنان للمكانة التى تستحقها لاسيما الاردن يتابع مآلات المشهد اللبناني وما وصلت الية الامور هنالك من نتائج صعبة واوضاع معيشية ضنكا وهو يعمل بكل جهد ممكن ومتصل من اجل تقديم من يمكنه تقديمه حيال عملية الربط الكهربائي للشعب اللبناني من خلال شبكة الربط العربية المغذية من مصر فان الاردن التى ستعتبر العصب الواصل بعمق لبنان العربي هذا اضافة الى دعم هذا الخط بالمشتقات البترولية وشبكة تحصين عربية اردنية مصرية عراقية .
و سيبقى الاردن يقف مع لبنان الدولة ومؤسساتها وكما مع الشعب اللبناني بكل الاوقات لاسيما مع اشتداد المحن وهذا ما يعمل علية جلالة الملك عبدالله الثاني وفق جمل سياسية وترتيبات لوجستية تقوم للتخفيف من حجم العبىء على لبنان الدولة ومؤسساتها من خلال دبلوماسية اقناع جعلت من الولايات المتحدة تؤيد ماهيتها وبرنامج عمل وازن بات يشكل محط تأييد عربى واقليمي يقوم على دعم لبنان الدولة وبما يمكنها من تنفيذ برامجها من اجل لبنان الآمن والمستقر .
ومن وحى ايمان القيادة الهاشمية بالمسؤلية التاريخية تجاه الشام ورسالتها الممتدة ما بين النهرين فى بغداد والى ملتقى البحرين فى دمياط وستبقى عمان الهاشمية تناصر ذاتها العربية بكل مسؤولية وأمانة وتقوم بدورها تجاه قيمها ومبادئها الثابتة فى حاضرة القدس وبغداد المنصور كما تجاة دمشق الاموية وبيروت حاضنة الثقافة العربية وكما تجاه قاهرة المعز كما فى العمق العربى الخليجي بلا فصال ولا منية فالاردن صاحب رسالة ممتدة سيبقى يعمل من اجلها ومن اجل العرب كل العرب فالعربية هى هويته الثقافية والحضارية التى يريدها ان تكون حاضرة ما بقي لكاتب التاريخ من سطور فى كتابه.