حصل الأردن على المرتبة الثانية عربيا (كان في المرتبة الخامسة)، والسادسة عشرة عالميا (كان في المرتبة الرابعة والثلاثين)، في مؤشر الدول الأكثر أمانا، متقدما على كثير من دول العالم التي شملتها الدراسة العلمية وضمت 115 دولة.
اعتمدت الدراسة مؤشرات فرعية مثل سيادة القانون والشعور بالأمان والثقة بالأجهزة الأمنية، وقامت بها مؤسسة غالوب المرموقة ذات المصداقية. هذا منجز وطني مهم وكبير، يجعلنا جميعا نفخر بما حققه الأردن وأجهزته الأمنية والعسكرية، التي يسهر فرسانها ليل نهار حتى نحصل وأولادنا على الأمن. نحصد اليوم الخير الذي زرعه أبناء أجهزتنا الأمنية، وهذا يفسر هذا الكم الهائل من الحب والعشق في صدور الأردنيين لحملة الشعار من قائدهم الأعلى لأصغر جندي وشرطي فيهم. سيكون لهذا التقدم أثر مهم على جلب السياحة والاستثمار، فالأمن وإنفاذ القانون من أهم عناصر انتعاش السياحة واستقطاب الاستثمار. ويجب أن يكون لهذا التقدم أثر مباشر على المعنويات الوطنية وحالة الافتخار المجتمعي، بعد أن حقق بلدنا وتقدم على دول أكثر منا عدة وعتادا.
أمننا هو نفطنا الذي لا ولن ينضب، وهو الأساس الذي يبنى عليه التقدم والازدهار، وهذه مسلمة وطنية أردنية كانت وما تزال سر التلاحم المجتمعي والالتفاف حول الفوتيك والأجهزة والجيش، نسندهم ونشد من أزرهم. أما المؤشر الثاني، فهو تقدم الأردن وتبوؤه التصنيف الأول عربيا في مؤشر مكافحة الفساد والسابع والخمسين دوليا، بعد أن اتخذ أحد عشر إجراء عمليا لمكافحة الفساد، تشريعيا وإداريا وتنفيذيا وقضائيا، والتزم بالاتفاقيات الدولية في مكافحة الفساد، وبعد صدور أحكام قضائية وصلت لعشرين سنة بحق الفاسدين. وبعد ذلك ما يزال البعض يخرج علينا ويردد بلا وعي عبارة لماذا لا تلاحقوا الفاسدين وتسجنوهم؟! الأردن تقدم تسع مراتب عن العام الماضي، بحسب الشركة السويسرية لإدارة المخاطر التي أصدرت التقرير، متقدما على 139 دولة في مجال مكافحة الفساد. هذا أيضا إنجاز وطني كبير ومهم سيكون له أثره على جلب الاستثمار الذي يأتي للدول التي تطبق القانون وتحاصر الفساد.
وفي الوقت الذي أشاد فيه التقييم بالتعامل الجدي والفاعل مع تقارير ديوان المحاسبة، نجد حالة احتفالية من قبل السوداويين الذي لا يرون إلا السلبية بتقرير ديوان المحاسبة الذي صدر قبل أيام. أبطال السوشال ميديا يحتفلون ويقرأون ويهللون للتجاوزات التي وردت بتقرير ديوان المحاسبة، ولا يذكرون ولو بكلمة إنجاز الأردن وتقدمه في مكافحة الفساد، ويجانبون الموضوعية بالإقرار أن التجاوزات التي وردت في تقرير ديوان المحاسبة معناها أنه تم اكتشافها وملاحقتها ومعاقبة مرتكبيها واستعادة المال العام.
إنجازان عظيمان يحق لنا الاحتفاء بهما، وتذكير الجميع بضرورة إنصاف البلد الذي فيه من الخير الكثير. لدينا سلبيات وتحديات وإخفاقات شأننا شأن أي مجتمع بالعالم، لكن لدينا أيضا كم كبير من الخير ومستمرون بالتقدم والبناء. الإعلام المهني المحترم سلط الضوء على هذه المنجزات، أما باقي الإعلام وغالبية رواد السوشال ميديا فلم يذكروها أو يحتفوا بها، في دلالة على إمعان البعض بنشر الإحباط والتشكيك والسواد وظلم البلد التي كانت ولا تزال أيقونة عظيمة.