الأحد، 09-08-2020
05:38 م
يشهد اقليمنا المزيد من عدم الاستقرار السياسي والعسكري والاقتصادي. وحروبا بالوكالة والاصالة، جديدُها فتحُ ساحة لبنان على صراع كسر عظم أمريكي ايراني، وقوده السّنة والشيعة اللبنانيون، سيرهن مساعدات اعمار بيروت بضمان عدم وصولها الى حزب الله والى طبقة الفساد المتوحشة العابرة للطوائف.
والهدف هو اجتثاث سلاح حزب الله وإضعاف النفوذ الايراني ووضع حد لتغوّل الحزب وهيمنته المطلقة على القرار اللبناني ووضع حد لتهديد الحزب لاسرائيل.
تفاقَم الصراعُ الصيني الامريكي على النفوذ والطاقة والأسواق، وتصاعد الى آفاق جديدة، تعبر عنها الاتفاقية الصينية الايرانية الاستراتيجية التي وجهت لطمة قاسية للتفرد الامريكي في الإقليم، سترد عليه أميركا بقسوة اكبر في سوريا ولبنان.
تمتد اتفاقية بكين-طهران الى 25 عاما، تملك الصين بموجبها رأس جسر في الخليج العربي والشرق الاوسط وعلى قواعد عسكرية وموانىء وامتيازات على حساب السيادة الايرانية مقابل 400 مليار دولار !!
اول الهجوم الامريكي المضاد كان توقيع اتفاقية نفطية بين قوات سوريا الديمقراطية «قسد» وشركة دلتا كريسنت إنرجي الامريكية بطاقة انتاجية يومية هي 60 ألف برميل سترتفع إلى 380 ألف برميل خلال 20 شهرا، في المناطق التي تسيطر عليها «قسد» بدعم امريكي في شمال شرقي سوريا.
وستكون ثاني الردود الانتقامية الامريكية، فرض المزيد من العقوبات على الشركات الصينية التي تكسر الحظر الامريكي على ايران.
اقليمنا المرزوء بالطغاة المستبدين والفاسدين المتوحشين وامراء الحرب وزعماء الطوائف، مرشح الى المزيد من التوترات التي يمكن ان تتحول إلى صدامات مسلحة برمشة عين.
ونحن اداتها ووقودها !!
هذه التفاعلات والتوقعات تستدعي ان نتعامل معها باقصى درجات الحكمة والرشد والسرعة.
علينا ان نفكك بلا ابطاء المشكلات القائمة لإنجاز حلول وطنية لها. وعلينا اعادة بناء الحياة السياسية وفق شروط حيوية جديدة، تأخذ في الاعتبار إشراك القوى الاجتماعية الاردنية الجديدة في شؤون البلاد.
ان من تقاليد شعبنا العربي الأصيل مد يد العون في الكوارث، فكيف اذا كان شعب لبنان.
ولعل نقابتي المهندسين والمقاولين تبادران الى المسارعة لتقديم الخبرات والاستشارات للاشقاء اللبنانيين تمهيدا للمساهمة في إعادة اعمار بيروت.