كان محمد عودة القرعان مديرا عاما لمؤسسة الإقراض الزراعي عندما تم توقيف الموظف المهندس الزراعي سمير الحباشنة في سجن المحطة، بتهمة إحياء تنظيم صلاح جديد.
حين مرت 6 شهور على التوقيف، دخل عدد من مدراء المؤسسة على مديرهم يطلبون موافقته على وقف صرف راتب المهندس الحباشنة تنفيذا للتعليمات. غضب محمد عودة القرعان، وصرخ: ظننت أنكم جئتم تستأذنونني لزيارة زميلكم وأنكم تطلبون مساهمتي لشراء الكتب والسجائر والملابس الداخلية للتخفيف من محنة زميلكم.
حاول عدد من السياسيين والضباط الانقلاب على الملك حسين، و ضَلَعَ بعضُهم في محاولة اغتياله. اعتُقل عدد و فرّ آخرون إلى الخارج طالبين اللجوء السياسي في برلين وموسكو وبكين وبلغراد وسورية ومصر حيث شهّروا من اذاعاتها، بالملك !! أصدر الملكُ عفوه عن أبناء الوطن فعادوا واصبحوا من أشد المخلصين للعرش. وقد تجلت رفعةُ الملك حين أمر بأن يُحال إلى التقاعد فقط، من كانت خدمته قابلة للتقاعد. وأن يُعاد إلى الخدمة برتبة أقرانه، من لم يصل إلى سن التقاعد، من اجل الحصول عليه !! ابراهيم الحباشنة، نذير رشيد، علي الحياري، علي أبو نوار، سليمان ارتيمة، صالح الشرع، رفعت عودة وصادق الشرع...
استلم وصفي التل عمله مديرا عاما للإذاعة فلاحظ ان أحد المراسلين "نايط" كثير التغيب. ناداه وصفي ونبهه، فانتظم المراسلُ حيناً، ثم "فَرَطَها". "دَقّ وصفي برقبته وبطحه" قائلا له: إن عقوبة الحسم من راتبك عقوبةٌ لأسرتك، العقوبة محصورة فيك "زي ما انت شايف". رحل منذ ثلاثة أيام، ثلاثة مثقفين سياسيين عراقيين بارزين، هم سامي مهدي ونديم الياسين وسلام الشمّاع يرحمهم الله. ويسجل أن آلاف الرجال والنساء المحسوبين على العهد العراقي القومي السابق، طيارين وعلماء وإعلاميين وأكاديميين وضباطا، اغتيلوا أو سُجنوا أو هُجّروا من ديارهم أو فرّوا من فِرق الاغتيالات أو حرموا من اراضيهم ومنازلهم وممتلكاتهم وحقوقهم التقاعدية، مثلما حصل مع الراحلين آنفي الذكر، رغم أنهم لم يشاركوا في أية انتهاكات. وهل تُدار الدول بغرائز الانتقام والاجتثاث لا بقاعدة "اذهبوا فأنتم الطلقاء" ؟!