صديق قلق و مُقلق ..آخر مرّة لم يكن كعادته في الصعلكة ..لم يكن ذلك المتمرّد الناري..بالمختصر : لم يكن هو ..! سألته و هو يرسم ابتسامة هاربة من وجهه الواسع : شو مالك ؟ لمعت عيناه تلك اللمعة التي توحي بأن صاحبها سيكذب ..تضيء لكنها تخفي دموع الأرض ..قال : إنني أمارس الحياد الآن ..بكل شيء ..!! و شدّد على كل كل شيء..أخفيتُ قهري و أطلقتُ له ضحكتي المكروهة لديه بهكذا حالات ..و افترقنا..
قرأتُ له جملة يطعن فيها طرفاً ..بعثت له على الفيس بوك : ماهذا ..؟ أجابني : هو الحياد يا صديقي ..! سمعتُ بأنه أغضب منه أحد أصدقائه لأنه وقف ضده مع الصديق الآخر ..ولما سألته على الفيس عن القصّة ..؟ أجابني : إنه الحياد يا صديقي ..
كنتُ أعلم أن صديقي يتقطّع و هو يدّعي ممارسة الحياد الزائف ..قلت له في آخر حوار فيس بوكي : أنت كاذب كبير ..تريد أن تمارس الانحياز البشع هروباً من حيادك الزائف ..أنت هارب منك يا صديقي ؛ تلك هي المشكلة ..!
مع إنني لم أره و هو يكتب لي الرد ..ولكني أجزم بدموعه الصعلوكية ..وإذا بكى الصعلوك فإنه الإحساس و البحث عن العدل ..كتب لي : هذا الحياد المدمر..انها محاولة التمزق بين الرغبة في ان نفعل شيئا ولكن لا توجد امكانيات ..مثلا انا محياد لاني عاجز عن فعل اي شيء لخدمة الوطن..
وأضاف في آخر الرد : طبعا تفليم..!! و التفليم لمن لا يعرفه هو سحب الأفلام ..
عد صعلوكاً ..و دعني من قصة حيادك ..لأنها ما خرطت مشطي..فأنت مشطك في شعر الانحياز لكل المقهورين ..!!