الثلاثاء، 18-01-2022
06:17 م
هناك عيّنة تشعرك دائماً أنها أكبر من البلد..! تشعرك وأنت تراها بعينيك الناضجتين أنّك لا تملك من أمرها إلاّ فساداً من تحتها وفساداً من فوقها ولم يأتِ هذا الفساد إلاّ من جوّانيتها ..!
البلد التي قدّمت آلاف الضحايا وما زلت تقدّم ليس أكبر منها أحد.. البلد الصامدة كلّ صباح في طابور الخبز وطوابير محاربة التطبيع أكبر من لفيفٍ لا يلفّ إلاّ على ضعاف النفوس..!
من لا يبيتون ليلهم إلاّ بعد أن يرسموا في طريقنا المستقيم منحدرات بلا نهايات و لا يرتاحون حتى يحفروا عميقاً تحت أقدامنا كي نتكعبل ونقع بلا قيام؛ ولا يروق لهم نَفَس أرجيلتهم إلاّ وقد اطمأنوا أننا بتنا على قهر و صحونا على قهر ومشينا على قهر وغسلنا قلوبنا بكل صنوف القهر..! إنهم ليسوا أكثر من كابوسٍ ثقيل الدم والحضور؛ سنصحو منه الآن أو بعد قليل.. وسنستعيذ بالله منه ونمضي بالبلد إلى برّ الأمان..!
يا هذا المتخيّلُ نفسك أكبر؛ أنت أصغر من كلّ علامات الترقيم.. أصغر من النقطة تحت الفاصلة أو علامة التعجب..! صحيح أنك تؤخِّرنا لكنك أبداً لن توقف الحياة.. ومهما تظنّ بأنك أكبر فإن البلد أكبر منك.. فعُد إلى رُشدك وهاتِ أوراقك وادخل الصف الأوّل في مدرسة البلد واقعد مثل تلميذ يريد أن يتعلم (أبجد هوّز) أخلاق الأردنيين إذا تململ من تحتهم الغضب..!