الأحد، 13-09-2020
01:57 م
تحت سياط الواقع المؤلم تذكرت الساخر الكبير عزيز نيسين في واحدة من قصصه الساخرة يتحدث فيها عن خلافات بين قائد عثماني وآخر الماني في أسلوب قيادة المعركة خلال الحرب العالمية الأولى، حيث كان القائد الألماني يصر على استخدام الساعات الدقيقة والبوصلة من أجل تحديد الزمن والاتجاهات، لتحديد ساعة الصفر وبدء الهجوم على الأعداء.
القائد الألماني، كان يصر على استخدام الجدي (ابن التيس) ...نعم الجدي في تحديد الاتجاهات ...اذ كان يخرجه في الفجر، فيتوقف الجدي بشكل معاكس لرياح الشمال حتى لا تبرد مؤخرته المكشوفة، بالتالي كان القائد العثماني يحدد الاتجاهات اعتمادا على اتجاه مؤخرة الجدي، ولم يكن يثق بالبوصلة.
الألماني لم يكن يصدق ما يرى، وكان يحاول اقناع القائد العثماني بالطريقة الحديثة والعلمية والعملية لكن الرجل يرفض بكل عنجهية. واستمر التعاكس في الاتجاهات والاختلافات في الأوامر الى ان تم القضاء على معظم افراد الكتيبة نتيجة الخلافات في التوقيت والاتجاه.
في اليوم التالي أصيب الجدي بالبرد والإسهال فلم يعد قادرا على تحديد الاتجاهات بمؤخرته المريضة، فعكسوا اتجاه المدافع...وانتهت المعركة بفناء الكتيبة المشتركة تماما.
معظم خلافاتنا هنا – عدا تلك المشوبة بسوء النية والقصد-تندرج تحت قائمة الجدي والبوصلة.
هذا يحدد سعر البترول، وذاك يستعمل مؤشرات البورصة العالمية .... وهؤلاء يفضلون البحث عن اسعار تفضيلية.
هذا ينوي ابقاء الدولار مقياسا لعملتنا الوطنية، واخر يريد ان يملأ السلة بالعملات المتنوعة، وهؤلاء يجمعون الكل ويحصلون على (الميس) من راس الكوم.
إذا بقي الحال على ما هو عليه، وإذا لم نضع ثوابت نتفق عليها، فأننا لا شك سنفنى كما فنيت الكتيبة.