الإثنين، 02-09-2019
04:44 م
الاستراتيجية أو علم التخطيط بدأ مصطلحا عسكريا بالأساس قبل أن ينسحب على السياسة والاقتصاد وغيرها من نواحي الحياة.. كأن يقال مثلا أن الخيار الاقتصادي لدولة ما هو الصناعة أو الخدمات أو الزراعة، وكأن يقال مثلا أن الخيار الاستراتيجي لدولة ما هو تحالفاتها مع مجموعة ما من الدول.
على مستوى العائلات عنا في الأردن فإن الخيار الاستراتيجي للفقراء هو كفاف يومهم أما إذا أردنا أن نرتفع طبقة فإن الخيار الاستراتيجي لأدنى مربوط الطبقة الوسطى هو التعليم بأقل التكاليف أما الطبقة التي تقع في وسط الطبقة الوسطى فخيارها الاستراتيجي هو التعليم بدرجة أفضل وكلف معقولة، أما أعلى مربوط الطبقة الوسطى فخيارها الاستراتيجي هو التعليم بكل ما تملك، أما طبقة الأثرياء فالتعليم وسيلة وليس غاية لأن البزنس موجود والوظيفة موجودة. هناك طبقة جديدة هي طبقة كبار الموظفين والوزراء خيارهم الاستراتيجي هو كيف سيصبح ابني وزيرا من بعدي.
بالنسبة لي لا أعرف في الحقيقة ما هو خياري الاستراتيجي، لكنني على يقين أنني كعضو فاعل في أدنى مربوط الطبقة الوسطى، خياري هو تعليم الأولاد أما وقد أصبح هذا مكلفا، فقد جربت أن أن أبدل في بعض الخيارات الاستراتيجية فجلست أتكتك، وهي من كلمة تكتيك والتي ذاع صيتها في خمسينيات وستينيات القرن الماض عندما اقتحم السلطة تقدميون وهو مصطلح عكس الرجعيون، فبدأوا يستخدمون هذا المصطلح بكثرة لتبرير أفعالهم غير المفهومة.
كتب أحدهم وفي الحقيقة لا أذكر من هو لأن أهدافي في كتابة هذه الاستراحة هي استراتيجية بحتة وليست تكتيكية مؤقتة، المهم كتب أحدهم يقول.. مصيبة كبرى عندما لا يفرق السياسي بين الخيار الاستراتيجي والخيار باللبن.. عندها لن ترى أي فرق بين السُلطة والسَلَطة.
يقال أن الخيار الاستراتيجي لبلد صغير محدود الموارد الطبيعية كبلدنا هو وحده الانفتاح، وقد كانت إجراءات الحكومة في الاصلاحات الاقتصادية واتخاذ القرار ووقف النيل من هيبة الدولة والقانون، محل انتقاد، وهي التي كانت قبل ذلك مطالب نلومها إذ لا تفعل، وفي التأمل ثمة «هرطقة» إن وافقني القارئ الكريم على التعبير، هرطقة تجري هنا وهي غير مفهومة تماما مثل تكتيكات عقود الخمسينيات والستينيات من القرن الماض..
وكفى الله المؤمنين القتال، وهذا أيضا يقع في باب التكتيك.