الخميس، 11-03-2021
04:13 م
كانوا يقولون ان «الشمس ما بتتغطى بغربال». ومع ذلك فإن بعض الناس لا يزالون يفكرون بطريقة الاربعينيات والخمسينيات والستينيات ، إما بجهل منهم او هربا من الحقيقة التي يمكن ان تصدمهم وتصدم مصالحهم.
امور كثيرة لا يمكن التعامل معها بالعقلية القديمة ليس تعسفا في الاحكام بل لأن الظروف تغيرت والدنيا اختلفت وعلينا شئنا أم ابينا ان نقر بأن الاغاني التي كانت تعجبنا لا تعجب ابناءنا وبناتنا. ونموذج المرأة التي كانت تستهوي اجدادنا وآباءنا لم تعد كذلك. ففي نظرتهم ان معايير الجمال ترتبط بالضخامة والوزن ، وكانت المرأة الجميلة ـ زمان ـ هي البضة والبيضاء والممتلئة مثل «خزانة الملابس» ، بينما الآن معظم الرجال يفضلونها رشيقة وخفيفة بحيث تكون عملية وسهلة الحركة ان احتاجها في رحلة او مهمة رسمية ، كالذهاب معه الى حفل استقبال ، فلا يكون هو في القاعة وهي لا تزال تزحف على الدّرج.
أذكر أنني مرة اعجبتُ بقميص نوع «بير كردان» وكان ذلك في الثمانينات ، واشتريته للمرحوم والدي.. هدية بعد عودتي من السفر.
كنتُ أظن ان والدي سيطير من الفرح بما احضرت له من هدية غالية الثمن. لكن العكس هو ما حدث . حيث»فضحني» أبي ومسح بكرامتي الارض وبخاصة وان»نمرة» القميص جاءت كبيرة على حجمه. وصار كلما جاءه ضيف تناول القميص ونشره بين يديه وأخذ يتهكم على ابنه «المثقف» الذي لا يستطيع شراء قميص مناسب لأبيه.
مع ان القميص كان ولا يزال «ماركة عالمية». لكن العقلية القديمة رفضت التعامل مع الجديد ، بل انها حاربته وبعنف. «وخلت فضيجتي بجلاجل».
وفي ايامنا ، يظن بعض الناس ان «دفن» الاشياء يجعلها تموت. ولا يدري ان الدنيا تغيرت ولم يعد بامكان احد اخفاء ما يعتقد انها اسرار.
الفضاء مفتوح جدا وسرعة انتقال الأنباء تفوق الوصف وبخاصة تلك التي تحمل صفة»المهمة»و»الخاصة». حيث اختلط العام بالخاص واصغر طفل في العالم يرى امورا وصورا لا نراها نحن «العقلاء».
مناقشة الاشياء افضل من دفنها تحت سجادة الجهل. ونكون اكثر غباء ان نحن اعتقدنا اننا وحدنا نملك مفاتيح الحكمة.
ألم اقل لكم «الدنيا تغيرت»
تفضلوا عندنا .. طابخين « مجّدرة « .. ب « الكراميل « !!