الثلاثاء 2024-11-26 00:59 ص

الشباب والمخدرات

09:09 م
الجيش العربي ودائرة مكافحة المخدرات يبذلان جهدا عظيما لمكافحة تهريب وانتشار المخدرات في الأردن وعبرها إلى دول الجوار، جهودا احترافية عظيمة في التحري والرصد والمتابعة لحماية حدودنا الشمالية من المهربين، والحقيقة أن الجيش العربي يواجه عصابات دولية على الحدود الشمالية وهي عصابات عنيفة وعدوانية ومسلحة، ولا يكاد يخلو يوم واحد دون مواجهات مع تلك العصابات، وليس سرا أيضا شيوع أخبار عن استخدام سياسي لتلك العصابات أحيانا، خاصة في ظل استباحة منطقة جنوب سورية من قبل الكثير من المليشيات التي لها ارتباطات خارجية متعددة.

 
دائرة مكافحة المخدرات تقوم بأعمال أمنية استخباراتية للرصد والتحري عن شبكات التهريب وعن طبيعة المخدرات وطريقة التزود بها وللوقوف على مصادر تلك المخدرات وشبكات المهربين، وتعمل الدائرة في ذلك مع شبكة علاقات أمنية واستخباراتية إقليمية ودولية لتتكامل الجهود بين الدول لمكافحة هذه الآفة والقبض على مروجيها، كما أن الحملات الأمنية مستمرة في الداخل لمكافحة هذه الآفة، وتحويل المتورطين فيها للقضاء، ومعروف عن دائرة مكافحة المخدرات صرامتها وفعاليتها الاستخباراتية والأمنية، وهذا عمل وطني يستحق الشكر والثناء، ولا ننسى أيضا جهود التوعية التي تقودها دائرة مكافحة المخدرات ومنظمات المجتمع المدني للتعريف بمخاطر المخدرات وخاصة على الشباب!

مع كل هذه الجهود فإن الأرقام المنشورة عن قضايا المخدرات تشير إلى ارتفاع متزايد في عدد تلك القضايا حيث تتعامل الدائرة مع حوالي خمسين قضية يوميا! ومع أن ظاهرة انتشار المخدرات ظاهرة عالمية ومع أن ارتفاع عدد القضايا قد يكون مؤشرا على نجاعة جهود المكافحة من قبل الأجهزة المختصة إلا أن ارتفاع تلك القضايا يجب أن يدرس للوقوف على أسبابه المحلية والإقليمية تمهيدا لوضع خطط من كافة الجهات للمساهمة في هذا الجهد الوطني ولا يجوز أن يلقى هذا الأمر على عاتق الأجهزة الأمنية وحدها، فإن جهود مكافحة المخدرات يجب أن تبدأ بحملات توعوية في المدارس والجامعات.

إن دور المدارس والجامعات دور أساسي، وهو دور وقائي ضروري لتخفيف العبء عن الأجهزة المختصة، ولعل أهم طريق لمكافحة المخدرات هو دمج الشباب في برامج الرياضة والكشافة والنشاطات الاجتماعية والفنية، وهذه نشاطات أساسية وضرورية كانت مدارسنا رائدة فيها، فإن الحركة الكشفية الأردنية عريقة وهي حركة علمت الشباب في مدارج العمر الأولى الانضباط والنشاط وتفريغ الطاقات في أعمال إيجابية وطنية.

أما في الجامعات فإنني أدعو أن يكون جزءا من متطلبات التخريج لأي تخصص فترة تدريب عسكري لمدة ثلاثة أشهر للذكور والإناث، تكون في بداية الدراسة الجامعية تحت إشراف الجيش العربي وفي كنف الحياة العسكرية الحقيقية، هذا برنامج خدمة عسكرية ضمن التخصصات الجامعية كافة، وهذا تدريب نحتاجه للطلاب شخصيا ذلك أن أهم ظاهرة منتشرة بين الشباب هي ضعف القدرة على الالتزام والانضباط، ولعمري إن التدريب العسكري هو الدواء، ونحتاجه وطنيا في ظل تزايد المخاطر التي تحيق بالأردن وأهله سياسيا واقتصاديا وعسكريا.

الشباب يعني الانخراط في الحياة التي تحتاج إلى تدريب مبكر على بناء الجسد والروح وبناء القيم الشخصية والوطنية وقد كانت الرياضة والحركة الكشفية وفرق الفن والمسرح والتدريب العسكري في خدمة العلم محطات مهمة في حياة نساء ورجال هذا الوطن عملت جميعها على بناء جيل شاب معطاء وعملت على حمايتهم من الفراغ والتفاهة والضياع باعتبارهم أهم ثروة في وطننا، هل تذكرون جنابكم؟
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة