الأحد، 27-02-2022
04:25 م
منذ صحوت وأنا أسمع أن العالم قرية صغيرة.. والآن كبرتُ وكبرت معي لهفاتي وهزائمي وانتصاراتي وأعداد سجائري وفناجين قهوتي وأمراضي وأنواع أدويتي التي تزداد مع طالع كل وجع.. لأكتشف أن العالم كلّه صار عمارة واحدة بلا بوّاب..!
في هذه العمارة أجناس وأعراق.. شقق تمليك وأخرى إيجار.. وورود تحارب مصانع الخراب وموسيقى تناطح الضجيج والصخب ..! في العمارة أمريكا وروسيا وأروبا وعالم عربي يحاول أن يحظى بوقوف الأسانسير بأي طابق ليصعد أو ينزل ولكن الأسانسير بيد الكبار.. !
في العمارة نوافذ لا تفتح أبداً و أبواب على الريموت كنترول..! وسجاد يجعل الماشي ينتشي و»يعنقر» وبلاط يتزحلق من فوقه من لا يحسنون لبس أحذيتهم..!
يا سادة: العمارة جيران وأبناء جيران.. منذ صارت العمارة عمارة وأبناء الجيران يذهبون ويلعبون مع بعضهم «قلول وشحف و استغماية وكرة قدم..و ..و...» ولكن الأمهات لاشغل لهنّ سوى النميمة والسحر الأسود.. والآباء منشغلون في توصيل الأمهات إلى الحجّابين وتخريب ألعاب الأبناء..!
يا سادة: العالم عمارة فيها بايدن يرسم وبوتين ينفّذ والبقية تضع الحطب في النار.. ونحن ليس لنا إلاّ نتعارك مع بعضنا كي نموت جميعاً على أيديهم..!