السبت 2024-11-23 13:38 م

القدس العزيزة

02:16 م
 
خطاب الملك عبدالله الثاني أمام البرلمان الأوروبي واضح، يفسر نفسه بنفسه ولا يحتاج الى تحليل، ليس لأن لغته بسيطة يفهمها الغرب والشرق والعرب في المنتصف وتلتقطها إسرائيل بمنتهى الجدية، بل لأن ثوابته لم تتبدل.


ما يقوله الملك في شأن القضية الفلسطينية والقدس عنوانها، علنا في المنابر والمقابلات هو ما يؤمن به ويردده يوميا في الاجتماعات المغلقة والمفتوحة, القدس العزيزة هي مفتاح الحل ودولتان الأولى تحقق الاستقلال لشعب ظل ولا يزال تحت نير الاحتلال، أما الثانية فهي لن تنعم بالسلام ما لم تتحقق الأولى.



ومرة أخرى يحرص الملك على الربط بين القضية الفلسطينية والحرب على الإرهاب والتطرف لأن غياب الدولة الفلسطينية، هو المحرك للتطرف عدو الاستقرار في العالم كله الذي سيعاني وفي المقدمة أوروبا.

في وسط كل هذا الصخب والاقتتال والنار في المنطقة يعيد الملك مفتاح الحلول لمشاكلها الى عتبته الأولى, وهي القضية الفلسطينية، التي امتطاها فيما مضى من امتطى الدبابات من أجلها وعينه كانت وبقيت على الحكم وركب موجتها من قال إن الطريق الى فلسطين يمر عبر كابول، واتخذ منها ستارا من زعم أن تحريرها لا يكون الا بتحرير الصومال وأريتريا ونيويورك وباريس ومدريد وبغداد وأخيرا دمشق, لكننا نقول إن الطريق الى فلسطين هي فلسطين فقط, لقد سئمنا كل هذه الهرطقة ومللنا كل هذا الاسفاف, والكلام الفارغ، الذي تلوك به كل فئة تمتطي فلسطين لتحقيق مآرب هي أبعد ما تكون عنها.

في القدس يقارع الملك تهويدها فهي مركز إشعاع كل الديانات وكل الحضارات وحماية الأقصى والكنائس مهمة تصدى لها وكان هناك من يقول للملك مالك ومال الكنائس, وكان دائما يقول إن العهد كان دائما وسيبقى في رقبة الهاشميين للمسيحيين كما هو للمسلمين وأوروبا القديمة تعرف ذلك وتثق به.

الأردن يقاتل مع الفلسطينيين وحدهم في معركة القدس, هذه حقيقة، ففي الوقت الذي كرس جهده على مدى العقد الماضي لإعادة تموضع قضية فلسطين لتعود قضية العرب، كان هناك من يقود القضية في اتجاه معاكس بتكريسها مجرد صراع إسرائيلي مع سكان فلسطينيين.

المواقف واضحة وهي لم تكن في مثل هذا الوضوح يوماً ما، وإن كانت القدس القبلة الأولى للمسلمين برمزيتها الدينية والتاريخية، فصلت بين الخيط الأسود والأبيض فهي أيضاً أسقطت الأقنعة التي كانت تتغطى تحت هدف واحد، وهو السلام بأي ثمن.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة