تدل كل المؤشرات ان المناخ فى الاردن قد تغير وان ما كان يعد ثابتا مناخيا بمقاييس اجواء البحر المتوسط اصبح متغيرا آخر ، حتى ان الشتاء بات يبدا بتوقيتات مغايرة عن ما اعتاد عليه سكان الاردن من مواعيد ولقد بدلت حالة الانحسار المناخي احوال الطقس كما فرضت بظلالها على المحاصيل الزراعية التى تاثرت سلبا جراء هذه الاعراض التى اصابت جسم الاردن فى مناخه حتى غدت مستويات الامطار فى شتائه تكون متدنية الى الحدود الدنيا ومنسوب المياه الجوفية فى اعماقه تكون عند مستويات حرجة والسدود التى كانت مليئة بمياه السيول اصبح قاعها مكشوفا للشمس والاسماك التى فيها طافية كل هذا واكثر جاء نتيجة الانحسار والتغير المناخي الذى قلب حالة الاجواء وجعلها تميل اكثر لاجواء التصحر .
ولقد بينت البيانات العلمية عن مدى الضرر الذى لحق بالاردن جراء حالة الانحسار المناخي والذى كبد الاردن خسائر كبيرة وجعل من ازمته المائية ازمة مستعصية بل وبحاجة الى حلول ذاتية فورية وتستدعي مساعدة اقليمية ودولية بما سمح للاردنيين تامين مياه للشرب كما يسمح لهم تامين احتياجاتهم للاغراض الزراعية وهذا ما يلزم بيئيا الاطراف المحيطة بالاردن ويتطلب منها تقديم كل مساعدة لازمة لصيانة شريان الحياة المائي كما يلزم الاطراف الدولية التى تسببت بهذا الانحسار البيئي بتعويض الاردن ماليا بما يمكنه من انشاء مشاريع استراتيجية تقوم على تحلية المياه تقدر قيمتها 2.4 مليار واصلاح ما تكبده الاردن من اضرار طالت المخزون الاستراتيجي والجوفي .
ولقد ادت عملية التغير المناخي كذلك الى خفض منسوب البحر الميت الذى مازال يتناقص بشكل مضطرب ويهدد بتلوث بيئي اذا لم تتوقف حالة الانحسار السنوية لمستوى المياة فيه لما سيخلفه من اضرار بيئية ستلوث الاجواء فى منطقة البحر الميث ومحيطها فى حال بقيت درجات الحرارة بالارتفاع وبقيت قلة فى الامطار تلازم الحال ولم تتشكل سيول تعويضية تقوم بتعويض الفاقد نتيجة الانحسار المناخي السائدة .
ان الاردن وهو يجابه مسالة شح الامطار وقلة مستوى مخزن المياه بالسدود ونقص فى ميزان التروية الجوفية فان يتطلع من المجتمع الدولي لتضمينه مع تلك الدول التى تضررت بمستويات كبيرة نتيجة التغير المناخي ومنحة كل دعم يلزمة لاعادة تاهيله المائي من واقع استراتيجي لاسيما هو يعتزم تشييد محطة تحلية للمياه واقامة مشروع تحلية من مشروع الربط بين البحرين الميت والاحمر وقيامة بانشاء سدود جديدة ويتطلع من الجانب السورى اعادة تدفق المياه من سد الوحدة حسب ما اتفق عليه هذا اضافة الى دعمه من واقع حصة اضافية من مياه طبريا ومساعدته للقيام بتنفيذ سلسلة من اجراءات الربط الاقليمية بتشاركية مع دول الجوار .
والاردن الذى قام باستضافة اكثر مليون ونصف لاجىء،سورى نيابة عن المجتمع الدولي ويستضيف اربعة مليون ساكن من الدول العربية المجاورة ليتطلع من المجتمع الدولى الدعم لكون ذلك كان احد الاسباب المتممة لسبب التغير المناخي وهو ما اثر بشكل كبير على الميزان الخططي نتيجة الزيادة غير الطبيعية على واقع البنية التحية وواقع استهلاك المياه .
والى حين الانتهاء من مشروع تحلية المياه فى عام 2027 يقوم الاردن باستخراج المياة من الاعماق الجوفية لتامين النقص الحاصل جراء التغير المناخي وزيادة الطلب من واقع استثنائي نتيجة استقبال هجرات قسرية فان الاردن سيبقى يشكل واحة الامان وشريان الحياة للمنطقة ومجتمعاتها وسيبقى يقف على قيمة ومبادئه مهما تكبد من اعباء ومهما كانت كلفة حماية طالب حياة .