أكثر ما يرعبني في الحياة وجود كائنات غامضة لا تعرف رأيها في الامور سواء السياسية او الاقتصادية او حتى الفنية والثقافية. وحتى لوكان الحديث عن البطيخ ان كان احمر او اقرع هذا العام.
تكون في الجلسة او السهرة. تثار مشكلة معينة. الكل يقول رأيه سلبا او ايجابا. مؤيد او مخالف. لكن هؤلاء «الرماديون» يبقون صامتين.
او حين تكون في مقهى وتشاهد مباراة بكرة القدم. تجد الامور «مولعة» بين مشجعي الفريقين. واحيانا ترى احدهم قد زاد في تحمسه لفريقة و «خبط» في اللي جنبه. حتى الجرسون ينفعل مع اللعبة ويكاد يلقي فحمة الارجيلة على رأس احد الجالسين . المهم انه كائن يعبر عن رأيه بما يرى او يسمع.
الا بعض الكائنات التي تظل ترقب الناس بلا حراك وبلا تعليق وكأن «العرس عند جيرانهم».
اخاف من هؤلاء جدا. وبخاصة حين اكون في»سيارة السرفيس» فيثرثر السائق ولا يتوقف عن طرح المواضيع سواء المهمة او التافهة. يعني ما المتوقع من سائق السرفيس : قضايا عامة .مثل الحديث عن فيروس كرونا او عن الطقس او ارتفاع الاسعار او الحفريات او جيل اليوم الفاسد من وجهة نظره او عن مشاكل الزواج ـ يعني الرجل بينفس عن حاله ويطلب التأييد والنُّصرة من الركاب».
من الطبيعي ان يثرثر الناس في الاماكن العامة ويقولوا»أي شيء» وليس بالضرورة ان يكونوا كلهم»خريجو جامعة هارفارد» المهم»يكحوا» ويعبروا عن مشاعرهم تجاه القضايا العامة.
قلت انني اني ارتعب حين يتحدث الجميع ويظل»واحدا لابد في الزاوية بلا تعليق.» بصراحة أشك فيه واسرح في تخيلاتي..
صحيح ان كثرة الكلام ع الفاضي والمليان عذاب. لكن الصمت المريب يجعلني اندم على ما قلته.
ارتاح لمن يتعامل مع الامور «يا ابيض يا اسود» وبشكل واضح وأضع يدي على قلبي من»النسناسيين» الساكتين اللي مثل الحية في التبن.
انا ما حكيت اشي.
كنت بكُحّ بس .....!!