الأحد، 27-12-2020
02:12 م
حياة الإنسان معاناة منذ الميلاد حتى يتوفاه الله، فالنصر هو شكل من أشكال النجاح. وكذلك حياة الامم والشعوب إذ تقدمها مرتبط بالتزامها بالقوانين والتشريعات الناظمة لحياة المواطنين ومن يعيش في الدولة. وفي حال التراخي في تطبيق القوانين سواء من السلطات الثلاث او عامة المواطنين نجد ضعف الدولة و/ او الأمة التي تصبح نهبا في أعين ومطامع الغير.. وهذا نراه بينا في الأمة العربية التي تشرع ولا تحمي تطبيقات القوانين، والنتيجة الطبيعة التراجع والانهيار.
بألم .. ما نشهده في دول المنطقة العربية بدءا من التعامل مع فيروس كوفيد 19 وصولا الى القضايا المصيرية في مقدمتها القضية الفلسطينية وهي قضية إنسانية إسلامية عربية قبل أن تكون محصورة بالفلسطينين وحدهم..الى قوائم طويلة من القضايا الحيوية سياسيا وديمقراطيا وإقتصاديا تنمويا ومعيشيا.
من كذب علينا مرة او اكثر يستمر في الكذب من. روجرز في العام 1970 وكيسنجر وصولا الي ترمب ، وبالمقابل لا زال البعض يصدقون كذبهم؛ وفي نفس وبضراورة يمارس الكيان الصهيوني منذ العام 1948 سياسة شراء الوقت، هذه السياسة اوصلتنا الى مستويات متدنية وخسرنا معها الكثير.
الاختراق للنظم السياسية والمجتمعات العربية أدى تراكميا الي فرز عجيب غير مفهوم في المجتمعات العربية.. هذا الفرز سهل إجتياح المنطقة بمسميات مختلفة كان اصعبها تدني قدرة عامة المواطنين على تلبية احتياجاتهم، وارتفاع البطالة بعشرات الملايين، والفقر بات قضية مؤلمة تهدد نسيج مجتمعات المنطقة.
القاسم المشترك لم يعد متاحا حول قضايا مصيرية اقتصادياً وسياسياً و اجتماعياً.
فالخروج مما نحن فيه والمخاطر الكبرى المتلاحقة لن تحل دفعة واحدة.. الا ان البداية بعدم السماح لأزمات متتالية.. و الانتقال إلى حل المشكلات الممكن التعامل معها ثم الإنتقال إلى الاكبر وهكذا ..
عزيمة شعوب المنطقة تبنى و لا تمنح، وتتطلب صبرا وجهودا غير عادية ويجب أن يكون للاحزاب والقوى السياسية ومنظمات المجتمع المدني دور رئيسي في حركة المجتمعات والعمل على إنجاز التغيير.
محاولات فهم الواقع ورسم المستقبل يجب بالضرورة ان تستند الى الماضي بأخذ العبر.. والسؤال الذي يطرح في هذا السياق.. هل ندقق في التجارب خلال المئة سنة التي مضت؛اذ لم نحدد الصديق والحلف والعدو فإن الحركة العامة لمعظم السنوات و العقود الماضية شكلت عبثا في عبث؛ ونغرق في مسلسل من الإخفاقات والأزمات المتلاحقة؛ وهذا ما تعيشه شعوب ودولها.. لذلك إذا توفرت العزيمة عندها نصل الى النصر وهذا مرتبط بالصبر.