الثلاثاء، 21-06-2022
04:01 م
هرب النمر من حديقة الحيوان، واختفى في أزقة المدينة. بعد أن تهرب من مطارديه اكتشف أنه جائع. بحث في الحاويات فوجد أن قطط الحارة قد سبقته والتهمت كل بروتين ممكن. فنام جائعا.
في الصباح قام النمر يأكله الجوع، فهجم على أول مبنى يراه. دخل النمر، وانقض على أول موظف يشاهده-على اعتبار أنه يدخل قبل وصول المراجعين-وقتله، ثم جرّه الى مكمنه خلف الحاوية، وبقي يأكل منه هنيئا مريئا حتى صباح اليوم التالي.
صباح اليوم التالي تسلل النمر، خوفا من يكون أحد ما قد افتقد الموظف، لكن تبين له أن الأمور عادية تماما، ولم يشعر أحد بأي نقص في الكادر الوظيفي. فانقض على أقرب موظف إليه، ثم جرّه النمر إلى مكمنه، واستمر يأكل منه حتى الصباح.
في اليوم الثالث، قام النمر جائعا، فانطلق ودخل بحذر أكبر، على اعتبار أنه قد افترس موظفين اثنين، ولا بد أن الإدارة شعرت بغيابهم، ولا بد أن المراجعين هاجوا وماجوا، لإحساسهم بنقص الكادر، لكن النمر الجائع اكتشف أنهم هناك لم يعرفوا بالموضوع بعد، ولم يشعروا بالنقص. فانقض على موظف ثالث، وجره إلى مكمنه، وظل يزدرد بجثته، حتى صباح اليوم التالي.
في اليوم الرابع، تخلى النمر عن حذره، ودخل لكأنه مراجع عادي، وشاهد أول موظف يتحرك في الكاريدورات، وانقض عليه، وسحبه إلى مكمنه، وطفق يأكل منه حتى صباح اليوم التالي.
ما لم يعلمه النمر أنه كان قد ازدرد أكثر العاملين أهمية هناك، وهو الفرّاش (المراسل) الذي يعمل القهوة والشاي ويبيع الطوابع وينقل المراسلات، ويسرّع في المعاملات مقابل أجر. أدرك العاملون والمراجعون أن شيئا خطيرا يحدث، وأفاد بعض الموظفين بأنهم لمحوا نمرا يتجول في الدائرة، فتم الإبلاغ عنه، ونصبوا له كمينا.
في اليوم الخامس دخل النمر بكل هيبة ووقار، لكأنها مخزن طعامه الخاص، لكنه شعر بالخدر فور دخوله، ثم شاهد الناس يتجمعون حوله.... ولما اختفى تأثير المخدر، صباح اليوم التالي، فتح النمر عينيه، فوجد نفسه في القفص.