الثلاثاء، 04-01-2022
03:55 م
ما بين مجسات سياسية تمتلك ورقة الاسرى وتطالب بتحرير المعتقلين ومناورة عسكرية لم تصل الى حد الاشتباك الضمني وان كانت صواريخ المقاومة الفلسطينية وصلت الى ما بعد تل ابيب فيما استهدف الطيران الاسرائيلي محطات تطوير صواريخ للمقاومة الفلسطنية فى غزة جاءت حالة الاشتباكات الفلسطينية الاسرائيلية لترسم مشهدا متوقعا مع بداية السنة الجديدة فلقد دابت الحكومات الاسرائيلية على توجيه ضربات على غزة مع بداية كل سنة الى الدرجة التى اصبحت توقيتاتها معروفة واماكن استهدافاتها معلومة .
لكن ما ميز مسرح الاشتباك لهذا العام انه ياتي ضمن جمل سياسية مغايرة وارضية عمل مختلفة وتبدل فى مكانة الحواضن الجيوسياسية وهذا ما يجعل ميزان الضوابط والموازبن مختلف عن سابقاتها فالعلاقات الاسرائيلية الخليجية اخذت تعود الى الصفرية فى معادلة التعاطي كما ان العلاقات المصرية الاسرائيلية تعيش اجواء باردة لاسيما بعد تقرير ايلي ديكيل فى الصحف الاسرائيلية والذى توقع فيه متغيرات فى الداخل المصري على الرغم من زيارة نفتالي بينت للقاهرة ولقائه مع الرئيس السيسي هذا اضافة للموقف الاردني المصري المؤيد امريكيا والذى عمل على تامين الحدود والجيوب الغزاوية بعد حرب 11 يوما الأخيرة اضافة الى اجواء للمصالحة بين الفصائل الفلسطينية التى تقودها الجزائر وهى تستعد لاستضافة القمة العربية القادمة واعادة اطلاق المبادرة العربية للسلام بحلة جديدة وهى معطيات تجعل من نتائج استخلاص المشهد العام تكون لصالح الطرف الفلسطيني .
ولعل معادلة الاشتباكات هذه وهى ترسل برسائلها الظاهرة ميدانيا والباطنة تجاه تحرير الاجواء الفلسطينية فى غزة انما لتؤكد على احقية الفصائل الفلسطنية من استخدام الطيران المنخفض وامكانية اعادة فرض السيادة الجوية على اجواء غزة بما يمكن الفصائل الفلسطينية فى غزة من اعادة تشغيل المطار على ان ياتي ذلك ضمن جمل امنية يتم التوافق عليها جاء ذلك نتيجة عوامل ذاتية فرضتها حالة الحصار المفروضة ومناخات الضنك المعيشي السائدة اضافة لانسداد فى افق سير عمليات اعادة الاعمار الامر الذى جعل من مسرح الاشتباكات لهذا العام يكون مغايرا بالدرجة الاقليمية .
فالسياج الحدودي حدد حدود غزة الاسرائيلية منها والمصرية والمقاومة الفلسطينية بينت مدى قدرتها على حماية هذه الحدود فمن حق الانسان الفلسطيني التنقل والانتقال كما من واجب المجتمع الدولي مناصرة هذا المطلب المحق على ان يكون ذلك فى اطار القيادة الفلسطينية حتى تبقى فلسطين توحد ما تبقى منها من جغرافيا وهذا ما يجب ان يشكل الدافع الاساس للحركة النضالية الفلسطينية بالوحدة من اجل التحرر .