الثلاثاء، 29-12-2020
02:25 م
نقول: «الصبر مفتاح الفرج»
أموت وأعرف كيف يكون الصبر مفتاحا للفرج، هل يمتلك الصبر مفتاحا سريا يفتح باب الفرج؟؟ أم أن باب الفرح لا ينفتح إلا أمام الصابرين؟؟؟
إذا صبر الافارقة على جوعهم وعلى الايدز الذي يفتك بهم .... هل يحل ذلك مشاكلهم؟؟؟
لو صبرنا على مستر كورونا ولم نبحث عن اللقاح بلا كلل ولا ملل...هل كنا سنجد من يقف في طريقه؟
لو أن السكان الأصليين صبروا على ظلم البيض في جنوب افريقيا ... هل كان البيض يتنازلون عن الحكم لنلسون مونديلا تكريما لصبره؟؟؟
لو أن «عبيد» اميركا السابقين صبروا على أذلالهم واستعبادهم ... هل كانوا سيحصلون على بعض حقوقهم مكافأة لهم على الصبر؟؟؟؟؟
لو صبر العالم العربي على احتلال الدولة العثمانية ... هل تلك الامبرطورية تمنحنا الاستقلال على سدر هريسة؟؟
لو صبر السوفييت على حجافل هتلر!
والفرنسيون على حكومة فيشي!
والهنود على عجرفة الانجليز!
هل كان باب الفرج ينفتح أمامهم بمفتاح الصبر المزعوم؟
أعتقد أن وراء هذه الحكمة قوى اجتماعية واقتصادية سائدة تسعى الى تخدير الطبقات والشعوب المستغلة (بفتح اللام) بأقوال مأثورات يتسلّون بها ويستمنون بواسطتها، فتخمد ما يمكن ان يقدح عندهم من شرر الثورة على الظلم والاستبداد.
الصبر ليس مفتاح الفرج بل المسمار الأخير في نعشه، حيث يوارى التراب الى الأبد.
استدرك هنا، بأن الصبر غير الصمود والثبات .... فالصمود يحتاج الى تصد وثورة ... والصمود هو أعلى درجات المقاومة، وهو غير الصبر، بل عكسه تماما.
فلا تنخدعوا بأولئك الذين يوهمونكم بأن الصبر هو الصمود بعينه.... احذروا الصبر فلن يحولكم الى دجاج فحسب، بل الى تشكن تكا!!!!