الإثنين، 20-12-2021
04:57 م
تعالوا نرتِّب طاولةً للجلوس ؛ لا يكون فيها أحدٌ أحسن من أحد ..تعالوا نعطِ الشقاء إجازاتٍ طويلةً لا يعودُ منها إلا متعباً مرهقاً ؛ حاملاً موته للأبد..تعالوا نقل للحبيبة : هاكِ الوردةَ يا وردةُ ؛ ونمشِ إليها بقلبٍ لا يخافُ الناسَ ولا هجمةَ المرتد..تعالوا نسكب الفرحَ في تفاصيل الباكين على الهوامش ..و نجعل آلامهم دهشةً في السعادة لا تُرَد..!
تعالوا نلاعب هذه الدنيا و نغلبها بكلّ شوطٍ فلا نترك الأمرَ (سداحاً مداحاً) لكلّ من هبّ و دبّ ..تعالوا نفصّل من دموع الأمهات دعاءً جديداً يفتح لنا الطرقاتِ و كل ما انسدّ في وجوهنا من كحلةٍ أو ترانيم الوجد الخافقة ..! تعالوا ؛ نوشوش للخرير أسرار الفرح القادم ؛ نلتمّ كأسرة لا تريد الموت على متاهات الجبال الشاهقة ..تعالوا فهذي الحياة مرةً واحدةً نعيشها ولسنا نعود إليها إذا ما التقطنا اللحظة الفارقة ..! تعالوا نشعشع في كلّ معتمٍ و نجعل من تفاصيلنا فراشاً دافئاً بلا أحكامٍ مُسبقة ..!
تعالوا ..فقد ضاق الطريق ..وتسمّم الوجدُ .. وتكاثر الزحام في الزحام ..وصار التنفّسُ انتحاراً على باب الهواء..و لسنا نركضُ ؛ غير أننا نحبّ التكاسل حدّ الهيام ...! تعالوا ؛ فما عاد فينا مزاجٌ للتشظي ..تقطّعنا عن بعضنا في دقيقةٍ ألف عام..تعالوا نرتب سنوات العمر المقبلة و ننفض الغبار عن سلاسة الأحلام ..! تعالوا فما أتعبتنا سوى العنعنات و الهزائم في الحلال الحرام ..!
تعالوا ..نصفِّ الحساب مع كل الحساب ..و نرفع قبعةً للحضور البهيّ و نركلّ عنّا الغياب..تعالوا نُعدْ للعشاق رسائلهم و أنفاسهم وقت الرضاب ..تعالوا نعد للشباب الشباب ..و نفتح للفكرة ألف باب ..تعالوا نوزّع أدوارنا بالتساوي و نحاصر كلّ الخراب ..!!
تعالوا .. تعالوا ..تعالوا ..فالأوطان لا تنظر لأهلٍ عنها تَعَالَوا..