السبت، 29-01-2022
06:09 م
ثلوج وأمطار غزيرة هلت علينا. هذا يوم سعيد لكل الأردنيين، فنحن دولة زراعية نشأنا على حب المطر والثلج، الذي به تزدهر الحقول وتنمو المحاصيل.
يزداد حبنا للمطر والثلج لأننا بلد فقير بالماء، فإن لم تمطر بالشتاء لا نشرب الماء بالصيف، ورأينا جميعا أزمة المياه الخانقة بالصيف الماضي، ما مس الأمن الإنساني للأردنيين وحرم بعضهم أهم احتياجاته.
التعامل مع الأحوال الجوية الاستثنائية الصعبة جرى الى حد كبير بكفاءة محترمة. آليات الأمانة والبلديات والأشغال والأمن العام والجيش والقطاع الخاص كلها تعاونت من أجل فتح الطرق.
قرار التعطيل أسهم بالحد من أي مشاكل أو ازدحامات كانت ستحدث، وتأخر الثلج الذي سبقته العطلة شأن طبيعي في عالم التنبؤات الجوية.
كل هذا كان جيدا، ولكن لا بد من السعي للأفضل، سواء على صعيد دقة الأرصاد التي نجدها في بلدان أخرى أكثر دقة، أو على صعيد فتح الطرق وتوعية الناس بمخاطر الخروج.
ثلاثة أشياء علينا أن نزيد كفاءة التعامل معها: التوعية العامة بمخاطر الخروج وأثر ذلك الخطير على السلامة العامة وإعاقة عمل الأجهزة الرسمية، وثانيا، زيادة قدراتنا الفنية في أنظمة الكهرباء التي عانى منها كثيرون وكانت المشكلة الأهم التي واجهت معظم الناس، وثالثا، قدراتنا على فتح الطرق باحترافية ودون أضرار جانبية جسيمة سواء على الشوارع أو المركبات العالقة.
هذه من الأشياء التي لمسنا أننا بحاجة للعمل عليها، ولكن هذا لا ينفي عظم الجهود المبذولة، ولنتذكر جميعا أنه في أغلب الدول وأكثرها تقدما، أحوال جوية كالتي شهدناها تسبب أضرارا وتعيق الخدمات.
مهم أيضا أن نعود للإعلان بشكل مستمر ومكثف عن نسبة امتلاء السدود جراء الأمطار، فلا نريد أن يخرج علينا البعض ليقول أين ذهبت كل هذه الأمطار! أو آخر يقول إننا لم نخزنها لأننا نريد تسويق اتفاق الطاقة مقابل الماء!
مهم أن يعرف الأردنيون أن مواسمنا المطرية في جلها غير كافية لسد احتياجاتنا، وقد ازدادت حدة هذا الأمر مؤخرا بسبب الاحتباس الحراري الذي أثر على كل العالم وليس فقط الأردن.
في زمان ليس بالبعيد، كانت مواسم الثلوج والأمطار أوقات فرح وبهجة، وكان الجار يتفقد جاره ويسعى لمساعدته، وكان مفهوم “العونة” قيمة أردنية نبيلة وعظيمة، جسدت ما في هذا البلد من خير كبير عميق.
ما يزال ذلك موجودا، رغم التذمر والبكائية والشكوى التي يمارسها البعض في كل الأوقات. نريد ونسعى للأفضل في تعاملنا مع هذه الظروف الاستثنائية، ولكن في المجمل فقد استطاعت الجهات كافة ذات العلاقة من القيام بجهود جبارة محترمة ترفع لها القبعات.
ولنتذكر أيضا، أننا وفي معرض متابعاتنا لما تقوم به الأجهزة في المدن والقرى الأردنية، كان جند الجيش على الحدود في البرد القارس يتعاملون مع ثلة جديدة من المهربين أردوهم قتلى.
تحية لهؤلاء الجنود أيضا من قائدهم الأعلى عبدالله ابن الحسين لأصغر جندي فيهم، فهؤلاء هم كبار البلد ننحني إجلالا لهم.