منذ انطلق قطار كورونا السريع وتوصيف (الكبار في السن) ملاصق لهذا القطار. لا تكاد يخلو تقرير إعلامي أو طبّي من أن الكبار في السن هم الأكثر عرضة للإصابة والموت.
كباركم الآن بينكم وأنتم تعلمون الدمار الذي حلّ بنفسيتهم وكيف تغيّروا وصاروا أكثر نرفزة وعصبيّة وضحكاتهم صفراء.. أنتم تعلمون الآن أننا أحطناهم بالموت من كلّ جانب وهم يشبهون الآن اللابس بدلة الإعدام الحمراء في زنزانة وينتظر تنفيذ الحكم..!
أية جريمة ارتكبناها ونرتكبها كلّ لحظة بحقّ آبائنا وأمهاتنا وأجدادنا وكلّ من صار الشيب بياضه الكلّي..؟! هذه التقارير الطبّية والعلميّة ألا تأخذ البُعد النفسي المدمّر في الأمر..وما هذا التركيز المقصود بأن الذي توفّى (مسنّ) ويعاني من أمراض مزمنة أو سابقة؟! أكثر من نصف العالم معهم أمراض سابقة وأكثر من نصف البشرية معهم (سكري وضغط)..!
ما نرتكبه بحقّ كبارنا جريمة وإن كانت غير مقصودة..هم الآن منكمشون..متهيّبون..خائفون.. هم الآن ينظرون إلى الدنيا بعيون مغرورقة؛ يعيشون صراع الحياة بالهواجس والأضغاث..يأكلون بلا لذّة ويشربون بلا إقدام..وقتل معنويّاتهم مسؤوليتنا جميعاً..والتركيز بالخطاب الإعلامي والعلمي عليهم هو مشاركة في نتائج ما سيحدث لهم..
قليلاً من الرفق بكبارنا..قليلاً من الحياة الآمنة لمن يشقون الآن بكلامنا..قليلاً من الوفاء..!