الثلاثاء، 02-02-2021
05:03 م
عالم طفولتنا مليء بالألقاب، وكان اللقب معمودية ثانية للشخص. كل شخص تقريبا. لكن الكثير من الألقاب تنسى مع الزمن، بينما يستقر بعضها ويصير جزءا من اسم العائلة، وقد يتحول، مع الزمن، الى عائلة جديدة منبثقة عن الأولى.
بالطبع ألقاب الأغنياء تختلف عن القاب الفقراء، فالفرز الطبقي لا يختفي أبدا، حتى في الألقاب. ألقابنا في المدرسة كان بعضها مستلهم من المنهاج الدراسي.... وقد التقيت بصديق طفولة، سافر ولم نتشاوف منذ زمن بعيد. وعندما شاهدته نسيت اسمه الأصلي. فناديته باللقب الذي حمله قبل نصف قرن تقريبا.
-جن غارودا...!!!!! يا هلا يا هلا.
- ابن عيطان.......!!! حبيبي.
فقد تذكر لقبي ايضا، ونسي اسمي.
جاءت تسمية زميلي في الدراسة، من قصة كانت جزءاً من منهاجنا الدراسي للّغة الإنجليزية في الصف السادس. تتحدث القصة عن جنّي يسمى (غارودا)، وقد أرعب هذا الجن فلاحاً اسكتلندياً، ربما كان يزرع البطاطا، وأجبره على أن يعقد معه اتفاقاً يبدأ من الموسم التالي، ويقضي بأن يتقاسم الفلاح والجني المحصول، بحيث يحصل مستر غارودا على ما تحت الأرض، ويحصل الفلاح على ما فوق الأرض.
كان الفلاح ذكياً، حيث زرع أرضه ذُرَةً، فحصل على كامل المنتوج من فوق الأرض، بينما لم يحصل غارودا إلا على الجذور. طبعاً غضب الجني، وأرغى وأزبد، وقرر، بما أنه الأقوى، تغيير شروط العقد، بحيث يحصل هو على ما فوق الأرض، بينما يحصل الفلاح على ما تحت الأرض.
وافق الفلاح الذكي على العقد الجديد، لكنه عاد ليزرع حقله بطاطا، حيث حصل على ما تحت الأرض من ثمار البطاطا، بينما حصل غارودا على الأوراق التي نبتت فوق الأرض.
نسيت أن أخبركم لماذا حصل صديقي على لقب جن غارودا.... لقد كان عظيم الأذنين. ولم يكن العالم قد ابتكر صحن الساتلايت في ذلك الزمان.
(من كتابي الجديد»البالون رقم10»)