الخميس، 25-11-2021
04:41 م
استمتع كل صباح، بمطالعة ما يجود علينا به، الصديق الشاعر الكبير حيدر محمود، على صفحات الدستور.
واحةٌ رحبةٌ نديّة غنّاءة، ومفردةٌ غنية سخيّة غريدة، هي المساحةُ التي يفرشها ويعمّرها أبو عمّار، بشعره السهل الممتنع، الذي نصّبه وأفرده شاعرا أردنيا فلسطينيا عربيا، لا يُدانى.
عرفنا أبا عمّار شاعرا صائغا نحّاتا مبدعا، ذا جملة ابتكارية رشيقة جزلة، اشتهر فينا شاعرا، أكثر مما عرفناه مذيعا ومديرا للثقافة وسفيرا وعينا ووزيرا للثقافة.
انتشرت قصائد شاعرنا واصبحت مغناة الأردن وقصيده، إلى درجة أن مطربتين عربيتين مشهورتين هما العذبة نجاة الصغيرة قد غنّت له:
أرخت عمان جدائلها بين الكتفين،
فاهتز المجد وقبّلها بين العينين.
بارك يا مجد منازلها والأحبابا،
وأزرع بالورد مداخلها بابا بابا.
وألأوبرالية ماجدة الرومي قد غنّت له:
تتوحد الدنيا.. وننفصل،
ونقلُّ نحنُ .. وتكْثرُ الدولُ.
وتصيرُ كُلُّ لُغاتِها لُغةً،
وعلى حُروفِ الجّرِ نَقتتلُ.
مَن مِن المثقفين والمهتمين ينسى قصيدة «نشيد الصعاليك» التي عزله الحاكم العسكري من الوظيفة بسببها.
عفا الصفا وانتفى يا مصطفى،
وعلت ظهورَ خير المطايا شرّ فرسان.
فلا تلم شعبك المقهور إن وقعتْ،
عيناك فيه على مليون سكران.
يا شاعرَ الشعبِ صار الشعبُ مزرعةً
لحفنة من عكاريت وزعرانِ.
لا يخجلون وقد باعو شواربنا،
من أن يبيعوا اللحى في أي دكان.
والقصيدة التي أبكت الملك الحسين يرحمه الله ويحسن إليه:
مع الحُسيْنِ وُلدْنا: نَحنُ، والوطن،
ولن يُفرِّقَنا عَنْ بَعْضِنا الزَّمنُ.
تَوَحَّدَ الكُلُّ فيهِ، فَهْوَ خَافِقُنا،
ونحنُ خافِقُهُ والرُّوحُ، والبَدَنُ.
على خُطاهُ مَشَيْنا، والزُّنودُ على
زنْدَيْهِ، تَحْضُنُ زِنْدَيهِ وتُحْتَضَنُ.
زرته في تونس حين كان سفيرنا فيها، فكان الجود والكرم والندى. ونذكر جميعنا أنه بعد أن قدم اوراق اعتماده إلى رئيس الجمهورية التونسية، استأذن في تقديم أوراقه إلى شاعر الأمة أبي القاسم الشابي صاحب قصيدة إرادة الحياة، الملهَمة الخالدة:
إذا الشعب يوما أراد الحياة،
فلا بد أن يستجيب القدر.
ولا بد لليل أن ينجلي،
ولا بد للقيد أن ينكسر.
حيدر محمود، قصيدتنا المشبعة بالحسين ووصفي والمقاومة وفلسطين والتمرد، تحيات.