السبت 2024-11-23 00:20 ص

خطوات على طريق التميز

01:15 م
جامعة الطفيلة التقنية التي يتوسط موقعها حقول توليد طاقة الرياح ويطل على المدينة التي تحظى بمكانة تاريخية وخصائص جغرافية وجمالية نادرة تسجل نجاحا جديدا بدخول أحد أعضاء هيئتها التدريسية للقائمة التي تحتوي على 2 % من باحثي العالم الأكثر شهرة وتأثيرا. بالرغم من أن الدكتور علي الأحمر ليس الأردني الوحيد في القائمة الطويلة، إلا أن الإنجاز يحمل دلالات مهمة للأردن ولجامعة الطفيلة ولما يمكن أن نقوم به أينما كنا وأنى كانت ظروفنا.


الدكتور الأحمر أستاذ الهندسة الميكانيكية في الجامعة الذي نشر ما يزيد على 47 بحثا خلال رحلته الأكاديمية يقدم نموذجا إبداعيا لأسرة الجامعة التي تعمل وبصورة دائمة على تطوير برامجها وتحديث أساليبها وإغناء المحتوى العملي لخططها التعليمية والتدريبية التي قادت طلبتها وكوادرها الى المشاركة في العديد من المسابقات العالمية وتحصيلها لمراتب متقدمة في التصميم والابتكار ومعالجة بعض القضايا والتحديات التي تواجه القطاعات المختلفة وتستجيب لواقع وبيئة الأردن.

منذ عامين وإلى جانب أكثر من ثلاثين فريقا عالميا، شارك أساتذة وطلاب جامعة الطفيلة التقنية، ومن ضمنهم الدكتور الأحمر، في مسابقة لتصميم سيارات الفورميولا التي استضافتها الجامعات البريطانية؛ حيث نجح الفريق في الحصول على المرتبة الثانية ولفت أنظار الفرق المشاركة والعالم لما يمكن أن تقوم به مؤسساتنا اذا ما أتيحت لها الموارد والتشجيع الكافيين.

لأكثر من عامين دراسيين، ومنذ أن أقرت الجامعة خطة استدارتها نحو التقنية والشباب الجامعي في أقسام كليات الهندسة والعلوم والتكنولوجيا وحتى العلوم التربوية والمعلومات، يحاولون قصارى جهدهم لتقديم واختبار أفكار جديدة لتطوير وسائل وتقنيات يمكن أن تشكل أطروحات مهمة لمشاريع صناعية تعكس نفسها على طرق الإنتاج ونوعية الخدمات وتحل البعض من المعضلات التي تبدو مستعصية وتحتاج الى المزيد من العمل.

في العام الماضي، وخلال زيارة جلالة الملك الى محافظة الطفيلة، قدم الطلبة أفكارا لمشاريع متعددة تتضمن حلولا عملية أسهمت في تمتين الأبنية الخرسانية وتوفير المياه في محطات غسيل المركبات وتوظيف تكنولوجيا الروبوت في تفتيش الأمتعة والتعامل مع المتفجرات، إضافة الى التوسع في تجارب التصميم والمشاغل التي تحتاج لها البلاد.

اليوم، وبالرغم من التحديات التي أوجدها الوباء وأثار ذلك على التعليم والتفاعل وأعمال المختبرات والتطوير، تعمل الجامعة وبشتى الوسائل على الانفتاح على المجتمع الأردني وتتقدم بثقة نحو القيام بدور خلاق في دعم المسيرة الصناعية والخدمية للمجتمع المحلي بشكل خاص والمجتمع الأردني والمعرفة بشكل عام.

التقنيات والوسائل والمختبرات التي تشتمل عليها الجامعة يمكن أن تشكل رافدا ومحفزا أساسيا لكل من يرغب بالاستثمار في المدينة الصناعية الجديدة التي جرى افتتاحها، ضمن فهم مشترك وتضافر للجهود تحرص الجامعة مع شركائها في المدينة الصناعية وعشرات الورش الصغيرة والمتوسطة على إحداث حراك تقني نتمنى أن يشكل مقدمة لانطلاقة جديدة تترجم الرؤية التي أدت الى إنشاء الجامعة التقنية في هذه المحافظة التي تزخر بالموارد والطاقات وتمتلك استعدادا بالغا للانطلاق نحو آفاق العمل والتميز الذي يتطلع له الجميع.

في سياق التنافس المفضي الى التكامل، تسعى جامعة الطفيلة التقنية الى تقديم خدمات تعليمية وبحثية متميزة تساعد على تعزيز العمل الأردني باتجاه الاعتماد على الذات من خلال الإسهام في إجراء مسوحات جيولوجية للمحافظة ودراسة أملاح البحر الميت والبحث في أشكال وأحجام الطاقة المولدة وأوجه استخدامها بما ينعكس على الحركة الصناعية وخطط التنمية في المحافظة والإقليم.
gnews

أحدث الأخبار

الأكثر مشاهدة