اختلفت أمزجة الناس ـ معظم الناس ـ . فما كان في الماضي ـ عيبا ـ أصبح اليوم من الأُمور التي يُتباهى بها وربما يكون من لا يفعلها شخصا «غريبا». فنادرا ما تجد شابا يقوم لكي يُجلس شيخا كبيرا في السن كما كنا نفعل ـ في الماضي ـ. وحتى المرأة والفتاة يتم التعامل معها باعتبارها «سلعة» جميلة أو غير ذلك. فان كانت «جميلة» أوقفنا لها»حركة المرور»وان كانت عكس ذلك ، تجدنا نضايقها بسرعتنا وأحيانا تجد من يشتمها بحجة أنها لا تراعي قواعد السير. وفي وسائط النقل العام تجدنا لا نقوم الاّ للحسناوات لربما منحتنا كلمة «شكرا» أو أنها جلست الى جوارنا في المقعد.
الشباب ومنهم شباب الجامعات نادرا ما تجد شابا عاقلا في منظره أومظهره أو سلوكه. ونادرا ما تعرف أنه «طالب علم» وليس «مطربا» من مطربي الأغاني الغربية الصاخبة الذين يرتدون البنطلونات اللّميعة الضيقة جدا ويضعون في آذانهم «سماعات»ولا تدري ماذا يسمعون. يرتدون قمصانا عليها»جماجم «وصور حيوانات مفترسة. ذات يوم خرج لي أحدهم من «نفق الجامعة» وكان يضع على سترته صورة ذئب «مكشرّا عن أنيابه» ، ولا أُخفيكم أنني ارتعبت ، وابتعدت عنه. ولا أدري إن كان الشاب يقصد استمالة البنات من هذه الهيئة وصورة الوحش المفترس ، مع أن معلوماتي أن البنات يفضلن المناظر الرومانسية ، الاّ إذا كانت معلوماتي»قديمة وأنا دقة قديمة «.
الفتيات أيضا تغيرت ملامحهن ـ معظمهن ـ . فالصناعة دخلت الى وجوههن. وبتّ لا تعرف إن كان الشعر ـ طبيعيا ـ أم»باروكة»والرموش التي طالما تغنى بها الشعراء والمطربون «طبيعية»أم»مستعارة» وكذلك باقي التفاصيل التي دخلها «السيلكون»من أوسع أبوابها.
تسير في الشوارع تتأمل الناس ، فلا تجد الاّ الصخب والعنف والنظرات الحادة مثل السكاكين. أحيانا أتحاشى النظر الى بعضهم خشية الدخول في معركة «تجحير وتبحير».